العرس المغربي
رغم موقع أوروبا على مرمى البصر من المغرب فإن المغاربة لم يتأثروا بالطريقة الأوروبية فاحتفظوا بأسلوبهم الخاص المتميز.
معروف عن المغرب كونه بلدا شديد الجمال و الغنى و المتنوع ، و لعل التنوع هو مايعطي المغرب تلك الهالة المتجددة من الجمال و السحر و التميز. إن التنوع في التقاليد المغربية هو بحق مثير للدهشة فكلما انتقلنا عبر مناطق المغرب نجد كيف أن عادات الشرق تختلف عن عادات الشمال و كيف أن عادات مراكش أكادير و مكناس و فاس و الرباط تختلف عن عادات طنجة و تطوان و أصيلة.
و هكذا دواليك..
وبالرغم من تنوع عادات وتقاليد الزواج بالمغرب واختلافها من منطقة إلى أخرى فإنها تتجتمع و تتحد في خطواتها العامة.
مشاع بقوة من طرف أجدادنا و جداتنا أن الأعراس المغربية كانت تدوم سبعة أيام بلياليها لكأنها الليالي الملاح ، و يحكي أجدادنا في سخرية شبه مريرة أن جيلا بعد الآخر قلص أيام الفرح إلى ثلاثة أيام فيوم واحد ، فهو ذا عصر السرعة في كل شيء حتى الزفاف !!
لكل منطقة مغربية معتقدات خاصة حول طريقة الاحتفال بالزواج لكن مايوحّد المجتمع المغربي شيئان أولهما ذلك التقديس لحفل الزفاف و ثانيهما كون كل المناطق المغربية تشترك في طقوس متشابهة فيما يخص الاحتفال بالزواج.
باتت أيام العرس المغربي ثلاثا ، لكل يوم خصوصيته و طقوسه ..
اليوم الأول:
مخصص لحمام العروس إذ تصطحبها صديقاتها وقريباتها و جاراتها إلى الحمام المغربي التقليدي ،هذا بعد أن تكون العروس قد حجزت الحمام التقليدي خصيصا لها هي و من معها. و يتم تنظيف الحمام و إطلاق مختلف أنواع البخور و العطور فيه. و لهذا اليوم خصوصيته الشديدة حيث تذهب كل نساء عائلة العروس للحمام طالقات زغاريدهن و مصطحبات معهن الطعاريج و البناديرللغناء و الاحتفال.. ليصبح الحمام مكانا مصغرا للاحتفال بالزفاف.
و يتميز حمام العروسة المغربية بضرورة وجود اعشاب معينة
لتكتمل طقوسه و عاداته
هذه المواد توارثناها جيلا بعد جيل الى يومنا هذا
عبارة عن ورد و حناء و غاسول و ماء ورد و صابون مغربي و ليفة
و لا يمكن ان يكون حمام العروسة بدون هذه المواد
اليوم الثاني : يوم الحناء
فيخصص لحناء العروس فنقش الحناء من مستلزمات حفل الزفاف المغربي إذ يعتبر التخلي عن هذه العادة في المعتقد الشعبي نذير شؤم بالنسبة للعروس فيما يخص حياتها الزوجية. فالحناء مصدر تفاؤل بالنسبة لحياة العروس وبالنسبة للبنات الحاضرات معها في ذلك اليوم إذ تحرص كل واحدة منهن على نقش الحناء من باب الفأل أي التفاؤل بقدوم عريس على الأبواب
عند انتهائها تبدا بنقش اصابع البنات العازبات الحاضرات
هنا تجلس العروس كي تتهئي لنقش ايديها و ارجلها وفي الخلفية تسمع اغاني خاصة بالحناء مثل
منها مثلا اغنية مشهورة
مدي يديك مديها .....بالحناء رديها
يالعزيزة علي
يالعايلة قالت لك امك .....لا تبكي واسكتي
ياامي ماسخيتشي باخواتي ....
في هذه الاثناء
يحضر اهل العريس و معهم الدفوع او الهدية او دهاز او البتات
او الشوار كلها القاب تدل على معنى واحد و هو جهاز العروسة لكن تختلف التسمية من مدينة الى اخرى
تكون الهدية عبارة عن ملابس جديدة متنوعة + الحناء + مختلف الفواكه الجافة + تمر + وسكر والكبش او العجليتم جلب الدفوع في طقوس مميزة جدا..بالتطبيل و الضرب المغربي الشعبي
اما بحضور الدقة المراكشية او عيساوى و هي فرق شعبية مشهورة في المغرب مهمتها الوحيدة هي جلب الدفوع الى بيت العروسة
بعدما يدخلو اهل العريس بالهدية الى بيت العروسة
يتم اكرامهم بالحليب و التمر و الشاي المغربي و بمختلف انواع و اشكال الحلويات المغربية
اليوم الثالث
في اليوم الموالي (يوم السبت) و هو يوم الفرح و ليلة العمر
تقوم ام العروسة باركرا لتشرف على تجهيزات العرس الاخيرة
كالكل و الحلويات...
و غالبا ما تكون ام العروسة قد عقدت من قبل موعدا مع ممون الحفلات لترتاح هي في يوم زفاف
ابنتها و لتتكلف فقط بلمساتها الاخيرة قبل موعد الزفاف بسويعات قليلة
قاعات الافراح تقدمت بشكل كبير في المغرب
فقديما كانت الصالات تاخذ شكل معين في اغلب مناطق المملكة
لكنها الان اصبحت اكثر تقدما و تميزا و دون ان يستغني عن اصالة الديكور المغربي المتميز
بعد حضور المدعووين تدخل مجموعة النساء العاملات في مهنة النكافة إلى قاعة العرس
فيقمن بعملية التعشاق وهي ذكر اسم النبي صلى الله علية وسلم بصوت عال... بعدمنا دخلن إلى
غرفة العروس فيلبسنها اللباس الأول.
بعدها تظهر للناس محمولة داخل العمارية يطوفون بها فتيات النكافة قبل أن توضع في مكان البرزة
و جرت العادة في اغلب مناطق المملكة ان تدخل العروسة بلباس ابيض
تكشيكة بيضاء مرصعة بالخرز اللامع مع اكسسوارات خاصة بالعروسة المغربية فقط
تتمة الموضوع
اكثر شيء يميز العروسة المغربية عن باقي عرايس الدول الاخرى
هو ارتداؤها لاكثر من فستان في ليلة زفافها
تلبس اكثر من تكشيطة..و تشرف النكافة على تغيير لبسات العروسة
بين كل فترة و اخرى..كانت في القديم تصل اللبسات الى اكثر من 10 تكاشط
او لبسات من مختلف مناطق المغرب بل و احيانا تتعدي لباس المناطق المغربية لتصل الى ازياء
بعض الدول الاخرى
كاهندي و الجزائري و غيريه
لكن معظم الاعراس الحالية تقتصر فيها العرايس على لبس 4 لبسات فقط
كنوع من الموضة الحديثة
هنا استعرض عليكم بعض التكاشط المغربية
اللبسة الفاسية (من تقاليد مدينة فاس العريقة)
ضرورية جدا عند كل عروسة مغربية حتى و ان لم تكن فاسية
تزين باكسسوارات مغربية خاصة تكون من الذهب الخالص و الجوهر الحر
تطوف بها العروسة و هي محمولة من قبل بنات النكافة على الميدة او الطيفور..
وهناك أيضا االلبسة الشمالية (يعني لمنطقة الشمال)
(طنجة. تطوان.العرائش....)
ويتميز بعدم اختلاط الرجال بالنساء في الفرح حيث تكون لية فرح الاولى خاصة بالنساء والليلة الثانية للرجال
حتى الفرقة الموسيقية تكون مكونة من النساء فقطوهذه بعض صور اللبسة الشمالية
الفرقة الموسيقية النسوية
طبعا العرس المغربي مثله مثل اي عرس اخر فيه تقديم الماكولات و البيفيهات المشكلة و المنوعة
لكن ما يميز الولائم المغربية هو تنوع الاطباق و امتزاجها بين المالح و الحلو
فاول ما تدخل العروسة يتم توزيع العصائر و الحلويات الفرنسية الصغيرة المتعددة الاشكال و المذاقات
ثم يليها تقديم العشاء
عند الاسر الميسورة الحال..يتم تقديم الشواء على الطريقة المغربية
و بعده البسطيلة
او تقديمهما معا مرة واحدة
دون الاستغناء عن المقبلات المغربية و المشروبات الغازية المرافقة
و ايضا طبق الحلو الديسير المكون من كل الفواكه المشكلة
طاولات العشاء تنسق بشكل مرتب دون الاستغناء عن لمسات الديكور المغربي التقليدي
البسطيلة من الأطباق التي أصبح تواجدها في مائدة العشاء شيء ضروري و خصوصا البسطيلة بالسمك مرفقة بجميع أنواع السلطات و تاتي البسطيلة بالدجاج في المرتة الثانية طبق الحم بالفواكه الجافة (البرقوق - الزبيب - المشمش المجفف - الزنجلان ..)
و للحلويات المغربية حضور قوي في افراحنا
يتم توزيعها مع الشاي المغربي اتاي بعد الانتهاء من العشاء بساعة تقريبا او اقل في هذه الاثناء تستعد العروسة لخروج باخر لبسة :
الفستان الابيض
لتقوم بتتقطيع الجاتوه
كعكة الفرح
و توزيع الملبس بطريقة عشوائية على المدعويين
في جو كله متعة و فرح
لتستعد في النهاية لتوديع الحضور و الذهاب الى بيت زوجها
او الى الفندق
بركوبها سيارة خاصة تكون مزيننة من قبل بالورود و الازهار
اتمنى في نهاية فرحنا ان تكون قد قضيتو وقتا رائعا في ضيافتنا
و يكون نال اعجابكم
بتقاليده و طقوسه التي حافظت عليها الاسر المغربية على مر العصور
فبتاقليدنا و اصالتنا نحيي افراحنا
و الله يجعل ايامنا و ايبامكم كلها افراح في افراح