تعتبر الفروسية ثراتا راسخا في مخيلة الموروث التأريخي لدى كل المغاربة
و قد إعتنى المغاربة بهذا الموروث الثقافي على أنها تشكل أحد فنون الحرب و الدفاع
إن الإهتمام بف التبوريدة ليس عبثا و لا وليد عهد قريب و إنما أفزته جملة من المعطيات الثاريخيةفقد ظل فرسان القبائل المغربية على نهج الساف و الإنتماء على ممتلكاتهم و ثرواتهم و فخرهم بما قدمه أناس قبلهم.
و تعتبر كنظم مقنن تفرض على ممارسيها شرزطا معينة و هي بمثابة تعاليم مثوارتة يرثها الأبناء عن الأباء
و لخيول فن التبوريدة موصفات خاصة حيث من بين هذه الموصفات
أن تكون الفرس حرة أي عزيزة النفس و صغير في السن و طويلة حيث يعمد إلى قياس المسافة بين الركبة و ملتقى الحافر
حيث إذا تجاوز ساق الفرس 40 فهكذا يكون الفرس وافي
و أيضا أن تكون من مميزاته أن تكون عضلاته مفتولة و ذيله قصير و ينتهي بخصلة من الشهر الطويل
و أن يكون واسع الصدر مرفوع الرأس.
أما الفارس يرتدي زيا تقليديا خاصا بالتبوريدة و يكون موحد مع باقي المجموعة و يتكون من جلباب أبيض و رقيق تحته السروال العربي الواسع و عمامة بيضاء و لتزين الرأس يستعمل "الحرف" و هي عبارة عن حبال حريرية حمراء كما يرتدي خول كتفه الخنجر أو الشكارة حمراء
ترجع فنون الفروسية المغربية التقليدية أو "التبوريدة" إلى القرن الخامس عشر الميلادي، أما أصل التسمية فهو مأخوذ من البارود الذي تطلقه البنادق أثناء الاستعراض حيث أن لا تخلوا مناسبة و لا عيد وطني و لا مولد و لا موسم شعبي من ألعاب الفروسية على مر السنين
من هذا الموروث الثقافي الوطني .
ويحتاج فن "التبوريدة" إلى تدريب كبير ومستمر من أجل ترويض الجواد على طريقة دخول الميدان والعدو في انسجام تام مع باقي الخيول. ويكون "العلام" هو المسؤول عن تنظيم الفرقة عند خط البداية وإعطاء إشارة الانطلاق وإشارة الوقوف الذي يعد بمثابة سيطرة على الجواد، وتكون الإشارة النهائية بإطلاق الرئيس طلقة من بندقيته التقليدية، وبعد ذلك يعود الفرسان إلى نقطة الانطلاق ليكرّروا العملية من جديد، ويستعرضوا مهاراتهم أمام الجمهور.
وللحفاظ على اللياقة البدنية للفرس، يحتاج صاحبه إلى ترويضه باستمرار، والعناية به وفق برنامج مضبوط وصارم من العلف والتدريب والغسل، وإلا فإنه يفقد بسرعة لياقته وقدرته على المنافسة، وتتطلب هذه العمليات من صاحب الفرس إمكانيات مادية كبيرة ترهق كاهله بميزانية ترتفع بالتدريب مع اشتعال أسعار العلف وتعاقب سنوات الجفاف.
ولكن في الأونة الأخيرة تعيش وقتا عسيرا حيث أن هذه الثقافة بدأت تنقرض شيئا فشيئا
ويتخوف كثيرون من انقراض هذا الفن العريق، خاصة أن من يحافظ على هذا التراث هم من الفلاحين البسطاء الصّامدين في البوادي في غياب أي دعم من المؤسسات الرسمية التي يفترض فيها السهر على تقديم المساعدات لهؤلاء بغية الحفاظ على التراث الرمزي للبلد
فيشير الممارسين لهذه الرياضة الشعبية أن عدد من المصاعب تلحق بهم و من بينها أن الحصول على الباروود
أصبح صعبا شيئا ما في ظروف الإرهاب و لابد من جضور سلطات محلية و مركزية و قوات الأمن و الدرك و ممثل للجيش
و إذا تخلف أي من هذه الأطراف تقف العملية