موضوع: اختيار جنس المولود وحكمه الشرعي الأربعاء أغسطس 15, 2012 5:41 pm
اختيار جنس المولود وحكمه الشرعي د. عبدالرشيد بن محمد أمين بن قاسم أمين مصادر التعلم بتعليم العاصمة المقدسة
إن السعي لاختيار جنس الجنين شغل الناس منذ أقدم العصور في مختلف الحضارات ، وقـدموا طرقاً مختلفة زعموا أنها تـؤدي إلى المســاعدة في اختيار جنس الجنين ، وقد جاء العلم الحديث وبدد كثيراً من الاعتقادات السابقة وقدم نظريات حظيت بالاهتمام والدراسـة والتطبيق ولاقت نجاحا في بعض الطرق تصل إلى 95% وهي كلها لا تعدوا كونها أسباباً وجهوداً ، والأمر أولا وآخراً تحت مشـيئة الله . ومن خلال المقال أشير لأبرز النظريات مع بيان الأساس التي قامت عليها ثم اتبعها ببيان الحكم الشرعي فيها .
وأولها ---- نظرية تغيير حالة القناة التناسلية عند المرأة : حيث يمتاز الإفراز المهبلي بخاصية حامضية وذلك لوجود حمض اللاكتيك Lactic Asid الذي يوفر نوع من الحماية والتطهير من البكتريا لهذا الجزء من الجسم .وتختلف الخاصية الحامضية للمهبل بين النساء لكن زيادة درجة الحامضية للمهبل تمثل ضرراً للخلايا المنوية حيث تصل إلى درجة موتها بأعداد كبيرة داخل المهبل لا سيما الذكرية ( Y ) لكونها ضعيفة في المقاومة وصغيرة الحجم مقارنة بالأنثوية ( X ) والتي تستطيع مقاومة هذه الحموضة في الغالب . وقد اعتبرت الدكتورة بلوم عام 1924م أن حموضة الوسط المهبلي عامل هام في عميلة تحديد الجنس ، وقد قدم الطبيب الألماني انتربرجر برهاناً على ذلك حيث لاحظ أن النســاء المصابات بالعـقم واللواتي عالجهن بمحاليل من بيكربونات الصوديوم – القلوي – أنجبن ذكوراً أكثر من الإناث فاستنتج أن الوسط القلوي يساعد على إنجاب الذكور بخلاف الوسط الحامضي فهو يساعد على إنجاب الإناث ثم قدم عددٌ من الأطباء دراسات تؤكد ذلك. وقد وجد الأطباء أن إفرازات عنق الرحم قلوية وهذا يساعد على مرور الخلايا المنوية الذكرية ، وتزيد إفرازات عنق الرحم بوصول المرأة إلى النشوة الجنسية ، كما أن التقلصات المصاحبة لقمة النشوة الجنسية تساعد على سرعة نقل الخلايا المنوية إلى عنق الرحم حيث تميل الإفرازات إلى أن تكون في صالح الخلايا المنوية الذكرية . وبناء على ما تقدم يمكن للمرأة الراغبة في إنجاب المولود الذكر القيام بعملية غسل للمهبل قبل الجماع بخمسة عشر دقيقة على الأقل وذلك بأن تضع ملعقة كبيرة من مسحوق بيكربونات الصوديوم القلوي – وهو موجود في الصيدليات – على لتر ماء مغلي مفتر ثم إجراء عملية غسيل عميق للمهبل بواسطة هذا المحلول وذلك يوم التبويض لتساعد الخلايا الذكرية على الوصول ، والعكس على من رغبت في إنجاب أنثى حيث تأخذ ملعقة من الخل الأبيض الحمضي وبنفس الطريقة .
وينبغي أن يكون الجماع عميقاً لكي تبعد الخلايا الذكرية عن العقبات التي يمكن أن تلاقيها لكي تصل في مخاط عنق الرحم القلوي مباشرة ، وفضل الدكتور شيتلس أن يكون الإيلاج المهبلي من الخلف عند محاولة إنجاب الذكر لأن هذا الوضع يساعد على إيداع الخلايا المنوية قرب فتحة عنق الرحم ، بالإضافة إلى أن تكون للمرأة مشاركة فعالة في العملية الجنسية حيث ثبت أن الاستثارة ووجود الرغبة الشديدة تثير مفرزات الذروة الجنسية عند المرأة وهذا بدوره يهيئ الوســط المهبلي للقلوية فيكون الاحتمال الأكبر لوصول الخلايا الذكرية الأسرع لتلقيح البييضة ، وقرر بعض الأطباء أن شرب القهوة أو المرطبات التي تحتوي على مادة الكافيين قبل الجماع بنصف ساعة يساعد كذلك في زيادة حركة الخلايا المنوية مما يرفع احتمال إنجاب الذكور .
النظرية الثانية تقوم على توقيت وقت الجماع نظرية تغيير الحالة التناسلية واثر ذلك على تهيئة الأسباب لترجيح جنس المولود والنظرية الثانية تقوم على توقيت وقت الجماع وذلك أن الجماع إذا حصل قبل وقت التبويض فإن الخلايا الذكرية الأسرع تصل ولا تجد البييضة وبالتالي تموت لكونها أضعف ، ثم تبقى الخلايا الأنثوية التي هي أقوى وأطول عمراً حيث يمكن لها أن تبقى إلى أربعة أيام فإذا صادفت نزول البييضة لقحتها وكان المولود أنثى بإذن الله . وقد ادعى الطبيب شتلر بأنه عندما يحدث آخر تلقيح بيومين إلى ثلاث أيام قبل الإباضة فالأطفال المولودون يكونون بنسبة 80% إناثاً ، بينما إذا حدث التلقيح خلال بضع ساعات من الإباضة فإن نسبة 80% من المولودين تكون ذكوراً وقد لاحظ الأطباء أن الأطفال الذين يولدون عن طريق التلقيح الصناعي ( طفل الأنبوب ) فان نسبة ولادة الذكور أكثر من نسبة الإناث ، وهذا يؤكد ما سبق لان التلقيح يحصل في نفس الوقت مع البييضة .وبناء على هذه الطريقة على المرأة التي ترغب في إنجاب الذكور أن يمتنع زوجها عن الاتصال الجنسي بها فإذا حان موعد التبويض وهو غالباً في اليوم الرابع عشر من بدء الدورة - لمن كانت دورتها منتظمة - فعلى الزوج أن يتصل بها حتى يوافق موعد نزول البييضة ، أما من كانت دورتها غير منتظمة أو لا تعرف بدقة موعد التبويض فيمكن أن تتعرف على ذلك من خلال الوسائل التالية : 1 – درجة الحرارة حيث أنه يتم ارتفاع فجائي في درجة الحرارة من نصف درجة إلى درجة واحدة وذلك لتدفق هرمون التبويض ثم تنخفض درجة الحرارة وتكون البييضة قد نزلت وهو الوقت المناسب للتلقيح . 2 – تغير طبيعة مخاط عنق الرحم حيث تفرز قبل التبويض بخمسة أيام تقريباً مادة مخاطية تكون سميكة وبلون كدر ولزج بشكل أكبر ثم يبدأ بالتغير إلى أن يصبح ذا سيولة – مائي إلى حد ما – شفاف قليل اللزوجة مثل زلال البيض مما يدل على قرب موعد التبويض ثم يقل تدريجيا حتى يصبح معدوماً مما يدل على انتهاء الفترة الخصبة ، فعلى المرأة التعرف على هذه الخاصية بمسح الفرج بقطعة منديل نظيفة وملاحظة اللـزوجة واللون والقوام ، فكلما كان صافياً قليـل اللزوجة كثــير البلل دل على موعد التبويض. 3 – أدوات حديثة تكشف موعد التبويض وذلك عن طريق : أ - جهاز الكشف عن اللعاب وترسيبه على شريحة زجاجية حيث تختلف إفرازات اللعاب باختلاف أيام الدورة متأثراً بهرمون الاستروجين وهي تباع في الصيدليات ويستعمله الناس في الغالب بقصد منع الحمل . ب - طريق فحص البول لقياس هرمون الليوتين ( LH ) والمسؤول عن التبويض وهو يباع في الصيدليات أيضاً . ج - فحص الهرمون في الدم لكنه يتم في المختبر. د - متابعة البييضات وهي في المِبْيَضْ عن طريق الكشف بالموجات الصوتية وهي متوفرة في معظم المستشفيات والعملية لا تستغرق أكثر من أربع جلسات تقريباً ، يتم من خلالها ملاحظة نضج البييضة في المبيض ، ومن ثم متابعة نزولها إلى قناة " فالوب"
هذه أشهر الطرق لمعرفة موعد التبويض فعلى من أرادت أن تحصل على مولود ذكر فعلى زوجها ألا يجامعها حتى موعد التبويض لتكون الخلايا الذكرية قوية وكثيرة وتصل في الوقت المناسب لتلقيح البييضة والتي تعيش غالباً 24 ساعة . أما إذا أرادت الحصول على أنثى فعلى الزوج أن يتصل بها يومياً إن أمكن بعد انتهاء الدورة لإضعاف الخلايا الذكرية والامتناع عن الاتصال بها قبل موعد التبويض بثلاثة أيام بعد التأكد من موعد تبويضها .
النظرية الثالثة : تقوم على طريقة النظام الغذائي ففي عام 1935م كان العالم الألماني هريست يجري دراسات عن تأثير البوتاسيوم في العضويات الحية ، وقد استخدم دودة صغيرة واستخدم أحواضاً مملوءة بماء اصطناعي بحري وغير تركيز البوتاسيوم بهدف معرفة كيفية امتصاص الدودة للبوتاسيوم من المحيط الخارجي ، وقد شـد انتباهه أنه كلما زاد مقدار البوتاسـيوم في الماء الموجود في الأحواض زادت معه ولادة الديدان الذكور ، وفي حالة النقص يحدث العكس تماماً . وقد أجريت سنة 1969م دراسة على 52 مزرعة كانت تستخدم الطعام الغني بالكالسيوم والماغنسيوم ، فكانت النتيجة ولادة 340 أنثى مقابل 280 ذكراً . ثم جاءت دراسات كثيرة بعدها في الأحياء الأخرى ولوحظت نفس النتيجة ، وقد أكد هذه النظرية طبيبان كنديان من إحصائية قاما بها حيث وجدا أن من بين 50 امرأة انجبوا ذكوراً كان 40 منهن يتناولن حمية غنية بالملح مع حمية فقيرة في محتوى الكالسيوم والماغنسيوم ، ووجدوا من خلال 50 امرأة أنجبن إناثا فقط كن يتناولن حمية فقيرة بالصوديوم وغنية بالكالسيوم والماغنسيوم . كما أن هناك دراسات تشير إلى أن المرأة التي تعتمد على النباتات وتنصرف عن أكل اللحوم فإن فرصة إنجابها للبنات أكثر . فبناء على هذه الطريقة على المرأة اتباع حمية غذائية لا تقل عن ستة أسابيع تدعم بها المخزون الغذائي الذي يشجع الجنس المرغوب فيه وفي حالة الشعور بالضعف والإنهاك يمكن تناول أغذية متعادلة تحتوي على نسبة من الكالسيوم والمغنسيوم مع نسبة متقاربة من الصوديوم والبوتاسيوم مثل الأسماك والمأكولات البحرية . فعلى المرأة إذا رغبت في إنجاب مولود ذكر الإكثار من المواد المحتوية على البوتاسيوم والصوديوم كعصير الفواكه والعسل واللحوم والقهوة والشاي وملح الطعام والخضراوات والامتناع عن المأكولات المحتوية على الماغنسيوم كالحليب ومشتقاته والمياه المعدنية المحتوية على نسبة عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والمكسرات والبيض والكاكاو . وهناك جدول ( ستولكوفسكي ) توسع في بيان الحمية الغذائية ذكرتها بالتفصيل في كتابي اختيار جنس الجنين طبع ونشر مكتبة الاسدي بمكة مع بيان الحكم الشرعي ، وقد فسرت هذه النظرية على أن الحمية الغذائية يمكن أن تتسبب في تغيرات فسيولوجية قد تؤثر على غشاء البييضة الحقيقي أو بالتحديد على مواضع الاستقبال في الغشاء ، فتقبل نوعاً واحداً فقط من النطف سواء الذكرية أو الأنثوية حيث ان للتوازن الأيوني للصوديوم والبوتاسيوم مقابل الكالسيوم , والمغنيسيوم تأثير حيوي على هذه المستقبلات مما يؤدي إلى حدوث تغييرات على مركبات الجدار والذي بدوره يؤثر على انجذاب الحيوانات المنوية الذكرية أو الأنثوية . أما عن تأثير هذه الأيونات بصورة مبسطة فان زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يحدث تغييرات على جدار البويضة لجذب الخلية المنوية الذكرية ( Y ) واستبعاد الخلية المنوية الأنثوية (X) وبالتالي نتيجة التلقيح تكون ذكرا. والعكس صحيح فان زيادة نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم في الدم وانخفاض الصوديوم والبوتاسيوم يجذب الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الأنثوي (X) ويستبعد الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الذكري (Y) وبالتالي تكون نتيجة التلقيح والحمل أنثى بإذن الله . . وذهب آخرون إلى أن هذه الأغذية تؤثر على درجة حامضية الإفرازات المهبلية التي تلعب دوراً كبيراً في وصول أو عدم وصول الخلية المنوية للبييضة.
أما الحكم الشرعي فذهب جمهور العلماء المعاصرين إلى جواز استخدام الوسائل المعينة على اختيار جنس الجنين من باب بذل السبب والأمر لا يخرج عن مشيئة الله ومن هؤلاء العلماء ممن قال بهذا الرأي : 1 – عبد الله البسام – عضو المجمع الفقهي بمكة وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية 2 – صالح بن حميد – عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية وإمام المسجد الحرام 3 - مصطفى الزرقا – عضو مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة 4 - يوسف القرضاوي - عضو مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة 5 - نصر فريد واصل – مفتي جمهورية مصر سابقاً 6 – وهبة الزحيلي – عضو مجمع الفقه الإسلامي بمكة وأستاذ بكلية الشريعة بجامعة دمشق 7 – إبراهيم الدسوقي - وزير الأوقاف السابق بمصر - 8 - محمد عثمان شبير - أستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية سابقاً 9 – محمد سليمان الأشقر – أستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية سابقاً 10 – عمر يوسف جمعة – مؤسسة الوقف الإسلامي بالأردن -. 11 – محمد تقي الدين العثماني – عضو المجمع الفقهي بمكة المكرمة - 12 – محمد سالم عبد الودود – عضو المجمع الفقهي بمكة المكرمة - وهو رأي لجنة الإفتاء بوزارة الأوقـاف بالكويت، ودار الإفتـاء بجـامعة دار العلوم بكراتشي
ومن القائلين بالجواز من اشترط شروطا منها: أن يكون في أضيق الحدود وعند وجود الحاجة الماسة أو الضرورة وعلى نطاق فردي ولا يكون ذلك سياسة عامة . أن يعتقد أن الهبة من الله وحدة وأنه يقوم ببذل الأسباب فقط ومن الأدلة للقائلين بالجواز بما يلي : 1 – قوله تعالى: ) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ^ يرسـل السماء عليكم مدراراً ^ ويمددكم بأموال وبنين ^ ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ( وجه الدلالة : أن الاستغفار سبب لمجيء الأبناء ، فاتخاذ الأسباب المؤدية إلى إنجاب البنين لا حرج فيه لأن نوح عليه السلام لا يدعو إلا بما كان مشروعاً . 2 – قوله تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام : ) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً ^ يرثـني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً ( وجه الدلالة : الدعاء بطلب جنس معين جائز لأنه من المقرر أن ما جاز طلبه جاز فعله بالوسائل المشروعة ، وأن من شروط الدعاء أن لا يسأل محرماً 3 – عن أم سليم أنها سألت رسـول الله e عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ؟ فقال عليه الصلاة ة والسلام : " إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل ، قالت أم سليم واستحييت من ذلك . قالت : وهل يكون هذا ؟ فقال نبي الله عليه الصلاة والسلام : فمن أين يكون الشبه ؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه " 4 – وفي حديث ثوبان : " جئت أسألك عن الولد ، قال : ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله " وجه الدلالة : أن النصوص دلت على سبب اختلاف الجنسين ، فالأخذ بالأسباب المؤدية لاختيار أحد الجنسين ليس فيه حرج في ذاته كما هو الشأن بالأخذ بأسباب الشفاء من المرض كما في قوله e : " شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية … " فهذا سبب للشفاء لا يمنع الأخذ به والأمر تحت مشــيئة الله ، فكذا اختيار الجنس إذا عرفنا سببه وأخذنا بالأسباب المؤدية إليه فلا حرج لأن الأمر أولاً وآخراً هو لله عز وجل لذلك جاء التقييد في الحـديث بإذن الله للدلالة على السـببية وكونها لا تؤثر إلا بإذن الله . 5 – الدليل المركب من قوله تعالى: ) المال والبنون زينة الحياة الدنيا ( مع حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : " قال رسـول الله e : إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " وجه الدلالة : أن وجود الذرية لا سيما البنين نعمة من الله , والإنسان ما دام قادراً على إظهار هذه النعمة فالأولى الأخذ بها وقد تيسرت السبل لإنجاب البنين فلا مانع منها ،كما هو الشأن فيمن جعله الله عقيماً الأولى أن يعالج نفسـه ، ما دام في إمكانه الإتيان بذرية . 6 – القياس على العزل العزل جائز وهو محاولة لضبط ميقات الإنجاب فكذلك محاولة ضبط جنس الموهوب له حكمه . 7 – قاعدة : " الأصل في الأشياء النافعة الإباحة " وجه الدلالة : قاعدة الشريعة أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل مانع ، وليس هنا مانع لأصل الاختيار ، لأن النصوص التي أخبرت عن هذا الأمر الغيبي لم يقترن بها ما يدل على منعها أو حظرها فيبقى الأصل على حاله حتى يأتي دليل ينهي عنه 8 – قوله تعالى : ) ما جعل عليكم في الدين من حرج ( وجه الدلالة : إن الحرج والضرر مرفوع في شريعتنا السمحة ، والمرأة التي ترزق بسبع بنات أو عشر ويطلقها زوجها لأجل ذلك أو ترزق بعشر من البنين وتتشوف لبنت تحمل عنها بعض أعمالها وتقوم بخدمتها ورعايتها في أمور خاصة لا يستطيع الذكور القيام بها ، لاسيما عند كبر سنها ، وكذا الرجل يحتاج إلى حفظ نسبه ورفع النقص الحاصل له ، والأخوات بحاجة إلى أخ يقوم على خدمتهم كوجود المحرم عند السفر وغير ذلك فالحاجة ماسة ومن أنكر ذلك فقد كابر الحس والواقع ، فإذا تقدم العلم وأمكن مساعدته في رفع الضر الواقع به فقواعد الشرع لا تأبى ذلك . وقد ذكرت جريدة المسلمون في 21 شـعبان 1410هـ أن رجلا طلق 8 زوجات بحثا عن المولود الذكر . قال ابن القيم : " فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها . فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل …"