الحيازة بوضع اليد .. تعبير يعرفه جيداً سماسرة وتجار الأراضى والعقارات .. وهى حيازة تعنى أن واضع اليد هو الحائز قانوناً حتى لو تقدم خصومه إلى الجهات المختصة بما يفيد امتلاكهم للعقار أو الأرض موضوع الحيازة .. وليس أمام السلطات الا القول بالتعبير القانونى الشهير.. "يبقى الوضع ـ ويقصدون وضع اليد بالطبع ـ على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء "..!!!
أحيانا أشعر أن هناك اناساً يحلو لهم أن يستخدموا قانون "وضع اليد" هذا فى مجال مختلف تماما .. مجال العواطف والمشاعر مثلاً .. فهم يستخدمونه باسلوب "سيئ " وكأن البشر بمشاعرهم وقلوبهم وانفعالاتهم .. ليسوا الا مجرد أشياء يمكن امتلاكها بمجرد "وضع اليد"..!! فالزوجة تقول لك عن زوجها بميوعة متدللة .. "جوزى وأنا حرة فيه .. اغسله وأكويه .. وأسلقه وأقليه .. وأفرده وأتنيه.."!!
والزوج يقول عنها بعنجهية سافرة .. "مراتى وأن حر فيها .. أعطشها وأسقيها .. أعريها وأكسيها .. أعدلها وأكفيها "!!
وكلاهما يقول عن ابنهما أو ابنتهما كلاماً مشابهاً .. متذرعين بالقول الشهير .. من حكم فى ما " له " ما ظلم ..
***
وحكاية " هذا لى " تلك قديمة .. غير أن التقوى فيما نملك أمر واجب يصل إلى مرتبة الفرض.. والتقوى تقتضى ان نراعى رغبات ومشاعر من نملكهم بوضع اليد ..!! لقد قلنا فى مقال سابق إن معيار معرفة ماهو غريزى وما هو مكتسب .. هو أن هناك ثواباً لمن يكسب ما يشبع غريزته ـ أو يضعها ـ فيما أمره الله .. وهناك عقاباً لمن يفعل دون ذلك .. ولذا سلمنا بأن الجنس والعدوان والجوع وحب الاستطلاع هى غرائز .. وما عداها هو اكتساب..!! وحب التملك هو أحد أعراض غريزة العدوان .. ومبدأ وضع اليد هو أحد مظاهر حب التملك .. فكيف لا نفطن إلى خطورة التعامل ـ من دون تقوى ـ بهذا المبدأ التملكى المحض..؟؟!!
***
لقد استحللنا أزواجنا بكتاب الله وعلى سنه نبيه .. وليس بوضع اليد .. وما استحللناه بهذا لا يجب أن نعامله بغير ما أخذ من هذا .. " كتاب الله "