الرياضة في رمضانالدكتور بوشعيب المسعودي
إن رمضان من أركان الإسلام الخمسة وركائزها. وفضائله كثيرة
مادية ومعنوية وروحية. والرياضة تكثر في رمضان ويكثر مستعملوها لأن الإنسان
ذو اللياقة البدنية العالية يمتاز بكفاءة وحيوية ونشاط في أدائه لعمله
اليومي ويمتاز بشعور عميق بالصحة الجيدة.
إن مستوى اللياقة البدنية ينقص في رمضان وخاصة في الأيام
الأولى لتغيرات فسيولوجية وهرمونية وبيولوجية تحدث عند الصيام. ويزداد
انحدار مستوى هذه اللياقة مع الإفراط في الأكل من سكريات وحلويات ومن
دهنيات وكذلك مع اضطراب في النوم، مما ينتج عنه زيادة في الوزن وزيادة في
الكسل والخمول في هذا الشهر المبارك.
لدى وجب على الإنسان رجلا كان أو امرأة ممارسة الرياضة بصفة
عامة طيلة السنة، وليس على الخصوص في رمضان، كانوا شبانا أم كهولا، وعلى
مدى الحياة. وذلك لمحاربة السمنة والكولسترول وأمراض القلب وأمراض
الروماتيزم وكذلك أمراض الربو وصعوبة التنفس.
والصائم قبل كل شيء يجب عليه إتباع نظام غذائي سليم، يشابه
طعامه في الأيام العادية، البعيدة عن أيام رمضان. ففي رمضان يكثر عدد
الأطباق والفطائر واللحوم والعصائر والحلويات والدهنيات…. وهي مواد ضارة
بالجسم. فبصورة مقتضبة يجب على الصائم أكل الخضروات وبعض الفواكه وقليل من
اللحوم والحلويات والدهون والإكثار من شرب السوائل بدون سكريات وسعرات
حرارية كثيرة والابتعاد عن المشروبات الغازية.
أما الرياضة وممارسة التمرينات البدنية المناسبة تؤدي إلى
اكتساب الصحة العامة واللياقة البدنية الكافية وتعمل على تغيير سلوك الفرد
ونفسيته وتعامله مع عمله وأصدقائه ورؤساء عمله. وللرياضة ضوابط وقواعد
عامة: فكم مرة بل مرارا سمعنا بأن الرياضة مفيدة !! ولكن السماع والنصيحة
شيء والتطبيق شيء آخر. فجل العلماء والباحثين في ميادين الرياضة متفقون على
أهمية الرياضة لصحة الإنسان ومحاربتها لعدد من الأمراض: أمراض القلب
والسمنة وأمراض الأمعاء وبعض السرطانات وكذلك أمراض العظام والمفاصيل….
والرياضة تساعد على حل المشاكل النفسية وعلى الابتعاد عن الاكتئاب.
من أولى القواعد:
1- الانتظام في ممارسة الرياضة والتقدم في تمارينها بصفة تدريجية.
2- لابد من التفرقة بين النشاط البدني وبين الرياضة: إن
الرياضة مجموعة من التمارين والحركات المقننة والمختصة للوصول لغرض معين.
أما النشاط البدني فهو الحركة الدائمة في العمل وفي المنزل وخارجه ومع
العائلة.
3- لابد من اقتناء لباس و حذاء مناسبين
4- يستحسن الجمع بين الرياضة ونظام غذائي متميز
5- القيام بعملية تسخين أولية
6- يجب أن تكون الرياضة خفيفة، تقريبا 30 دقيقة بقوة متوسطة
مثل المشي يوميا أو على الأقل 5 أيام في الأسبوع. وهناك رياضة متعبة مثل
الجري 20 دقيقة يمكن ممارستها 3 مرات في الأسبوع
7- هناك الممارسون الرياضيون الممتهنون أو التابعون لفرق وطنية أو عالمية (موضوع آخر)
8- هناك الرياضة في الهواء الطلق أو الرياضة في القاعات
والواجب على من يريد ممارسة الرياضة:
1- أن يمارس عن كامل اقتناع وعن رغبة وأن لا تكون عبئا أو عقوبة عليه. فالممارس يجب أن يكون فرحا ومتمتعا وهو يمارس رياضته
2- أن يحاول عدة مرات أنواعا مختلفة من الرياضات حتى يجد ضالته والرياضة التي يرتاح إليها ويمكن أن يمارس عدة أنواع
3- يجب على الممارس أن يختار مجموعة من الناس وخاصة من
الأصدقاء لكي يمارس معهم رياضته في جو من المتعة والضحك ولكن مع المنافسة
المعقولة
4- يمكن للمرء أن يجمع بين الرياضة في القاعة وفي الطبيعة
5- هناك بعض الأمراض التي تحال على الطبيب لطلب الإذن ولمعرفة الأنواع الممكن ممارستها بدون أثر على المرض
6- للاستفادة أكثر لابد من المداومة والممارسة بانتظام مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وأحسن الرياضات المشي 30 دقيقة كل يوم
7- لابد للمرء من معرفة قوته وقدرته على الرياضة فهناك حدود وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها
8- أن يكثر من شرب الماء والسوائل غير الحلوة، قبل وأثناء وبعد التمارين
9- الابتعاد عن التدخين والكحول والمخدرات
10- أكل وجبات متوازنة
أما الرياضة في رمضان فيجب أن تحترم جميع الشروط السالفة مع بعض الإضافات:
1- إن كان الصائم ممارسا للرياضة طول السنة فلا خوف عليه اللهم اختيار الوقت المناسب والمدة المناسبة
2- إن كان الصائم من غير الممارسين فعليه إما انتظار ما بعد
رمضان للبدء بممارسة الرياضة، أو ممارسة رياضة خفيفة في أول الأمر مع
الزيادة بصفة تدريجية في المدة وعدد المرات في الأسبوع
3- الاحتراس من وقت الحر والظمأ الشديد والعرق الكثيف وقت الرياضة الطويل
4- شرب المياه والسوائل أكثر بين الفطور والسحور
5- احترام استجابة الجسم للجهد وإنهاء الرياضة عند ضيق التنفس أو آلام في الصدر… يجب الاستماع إلى الجسم
6- أحسن ظروف الرياضة هي ساعتين إلى ثلاثة ساعات بعد الفطور ولكن دائما بدون إفراط وجهد
7- الخطر وارد عند مرضى السكري ومرضى القلب والمدخنون والصائمون والذين يمارسون لأول مرة.
المصدر: جريدة العلم، عدد 22345، 21 و 22 يوليوز 2012، ص6