إن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي،
وحكومة المملكة المغربية،
تنفيذا لقرار مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي المنعقد في دورته العادية الأولى بتونس من 24 إلى26 جمادى الثانية 1410هـ الموافق 21-23/01/1990 القاضي بإنشاء أمانة عامة قارة للاتحاد ،
وتنفيذا لقرار مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي المنعقد في دورته العادية الثانية بالجزائر في فاتح محرم 1411هـ الموافق لـ 23 يوليو 1990 الخاص بمهام الأمانة العامة للاتحاد ونظامها الأساسي،
وتطبيقا للبيان الختامي الصادرة عن الدورة العادية الرابعة لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي المنعقدة بالدار البيضاء يومي 6 و7 من ربيع الأول 1412هـ الموافق لـ 15 و16 سبتمبر 1991 ، والمتعلق بتحديد مقر الأمانة العامة للاتحاد،
وأخذا بعين الاعتبار أن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي قد استقرت فعليا بالرباط منذ 23 أكتوبر 1991،
ورغبة منها في العمل على تسوية جميع المسائل المتعلقة بإقامة مقر للأمانة العامة وعلى تحديد التسهيلات والامتيازات والحصانان المخولة لها بالمملكة المغربية.
اتفق الطرفان على ما يلي :
تعريفات
موقع اتحاد المغرب العربي
الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي
الشبكة المغاربية للجمعيات غير الحكومية
اﻋﻼن ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ
معلومات كاملة عن الإتحاد
ملاحق بحث اتحاد المغرب العربي
خيار استراتيجي للتكثل الاقليمي
مقدمـة:تأسس اتحاد المغرب العربي في إطار موجة التكتلات الإقليمية التي يعرفها العالم لمواجهة تحديا العولمة.- فما مراحل بناء اتحاد المغرب العربي؟- وما هي أهدافه؟- وكيف هي مكانته ضمن الاقتصاد العالمي؟
1- مر تأسيس اتحاد المغرب العربي بعدة مراحل لتحقيق أهداف متعددة :
1-1: المراحل الأساسية لتكوين اتحاد المغرب العربي:
• أبريل 1958: لقاء طنجة بين زعماء الحركة الوطنية في كل من المغرب والجزائر وتونس.
• شتنبر 1964: لقاء وزراء الاقتصاد والمالية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
• نونبر 1967: انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء الاقتصاد والمالية بتونس.
• 10 يونيو1988: "قمة زرالدة" بين زعماء الدول الخمس للتحضير لتأسيس إتحاد المغرب العربي.
• 17فبراير1989: لقاء مراكش بين زعماء الدول الخمس، وتوقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي.
1-2: تسهر أجهزة الاتحاد على تحقيق عدة أهداف:
من الهياكل الإدارية لاتحاد المغرب العربي:
• مجلس الرئاسة: يتكون من رؤساء دول المغرب العربي الخمس، ومن مهامه اتخاذ القرارات الهادفة لتحقيق أهداف الاتحاد.
• مجلس الشورى: يلعب دورا استشاريا، ويبدي رأيه في مشاريع القرارات.
• الهيئة القضائية: للفصل في المنازعات حول تطبيق المعاهدات.
• مجلس وزراء الخارجية: يُحضِّر دورات مجلس الرئاسة ويعرض أعمال اللجان.
• الأمانة العامة: تشرف على الجوانب التنظيمية وتسهر على إدارة الشؤون العامة. أما اللجان (كلجنة الأمن الغذائي، لجنة الاقتصاد والمالية، لجنة الموارد البشرية...)فتقوم بدراسة القضايا حسب التخصص.(أنظر الخطاطة الصفحة 93)من أهداف اتحاد المغرب العربي:
• تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتنمية المبادلات بين الدول المغاربية.
• الاهتمام بالتصنيع عن طريق تنسيق السياسة التصنيعية.
• توحيد السياسة الجمركية وطرق التفاوض مع الاتحاد الأوربي.
• العمل على تحقيق حرية تنقل الأشخاص والخدمات والسلع ورؤوس الأموال.
• تنمية التعليم والحفاظ على القيم الروحية وصيانة الهوية والقومية العربية.
2-أهمية تفعيل اتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي:
يمثل بناء المغرب العربي كوحدة إقليمية خيارا استراتيجيا بالنسبة لشعوب المنطقة، فالقوى الاقتصادية التي بإمكانها مواجهة المستقبل وزحف العولمة هي المجموعات الجيوسياسية الكبرى ذات الكثافة السكانية المرتفعة، والتي ترتبط فيما بينها باتفاقيات للتعاون والتكامل الاقتصاديين.تتوفر بلدان المغرب العربي مجتمعة على مؤهلات بشرية واقتصادية تؤهلها عند تكتلها في إطار إقليمي على الاندماج في الاقتصاد العالمي ومن الحصول على وزن اقتصادي وسياسي في العلاقات الدولية، وأن تصبح شريكا فعالا لمختلف التكتلات الإقليمية العالمية.
خاتمـة:لبناء مغرب عربي قوي وفعال، لابد من تجاوز الخلافات بين دول المنطقة وخاصة ملف الصحراء.
بحث اتحاد المغرب العربي
مقدمة
في 19 فبراير 1989، وقَّع ملوك ورؤساء الدول المغاربية (المغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، وموريتانيا) ثلاث وثائق تتضمن إعلان قيام اتحاد المغرب العربي، ومعاهدة إنشائه، وقرار المصادقة على أعمال لجانه. ورحبت الجماهير، في أنحاء الوطن العربي، بهذا الاتحاد، وذلك لما يلي:
أدت بلاد المغرب العربي للإسلام خدمات جليلة، فقد حمل سكان هذه البلاد شعلة الدين الجديد والحضارة العربية إلى قلب أفريقيا بل وإلى أوروبا. وظل المغرب العربي الظهير الذي يساند المد العربي الذي وصل إلى الأندلس ووقف عند حدود جبال البرانس ـ لكنه استطاع أن يستقر في الأندلس لعدة قرون إلى أن كانت تصفية الوجود العربي بهذه البلاد في نهاية القرن الخامس عشر(سقوط غرناطة 1492)، ولا شك في أن خروج العرب من هذا الفردوس يرتبط بالأوضاع، التي آل إليها المغرب العربي الذي كان يساند هذا الوجود، بقدر ارتباطه بأوضاع العرب في شبه جزيرة إيبريا نفسها، وانقسامهم إلى طوائف متناحرة.
هذا على أن تاريخ المغرب، منذ أن بسط العرب وجودهم في هذه البلاد، وأصبحت جزءاً من الأمة العربية. ارتبط بالتاريخ العربي كله وأثر فيه وتأثر به.
وظهرت في المغرب دول قوية كدولة الأغالبة ودولة الأدارسة، والدولة العبيدية الفاطمية، ودولة المرابطين، ودولة الموحدين. وأتاحت فترات الازدهار الفرصة لقيام مدن وحاضرات عظيمة كالقيروان، التي بناها عقبة بن نافع في القرن السابع الميلادي، وفاس التي بناها الأدارسة في القرن التاسع الميلادي، ومراكش التي أسسها المرابطون في القرن الحادي عشر؛ إضافة إلى المساجد ودور العلم والمكتبات، وغيرها من المآثر العلمية والحضارية، التي لا يزال الكثير منها إلى اليوم يدل على ما كانت تنعم به هذه البلاد من حضارة وتقدم.
وأدى تفتيت هذه البلاد وانقسامها، وتنازع السلطة بين أقاليمها، إلى ضعفها وعدم قدرتها منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي على مواجهة حملات استعمارية عاتية ومتلاحقة الواحدة تلو الأخرى، ووصل الأمر إلى أن أصبحت هذه البلاد ميداناً رهيباً للصراع الاستعماري بين الدول المختلفة، حتى أن بعض السلطات الحاكمة والشعوب في المغرب العربي رأت أن تلقي بأنفسها في أحضان الحكم العثماني مفضلة الخضوع لدولة إسلامية كبرى على أن تقع في براثن الدول الأوروبية، التي أخذت تنشب أظفارها في هذه البلاد. واستمر الصراع الاستعماري في منطقة المغرب العربي، طوال القرون الخمسة التالية وحتى القرن العشرين.
وكلما أوغلنا في التاريخ ثبت أن المغرب كان موحداً فترة طويلة من الزمن، وكان يجاهد للإبقاء على وحدته، قبل أي تجمع إقليمي على امتداد القارات الخمس. ولا ريب أن أمام المغاربة فرصة ثمينة لإقامة الوحدة، بسبب عوامل وحدة اللغة والدين والتوافق العرقي والجغرافي.
وقد استطاعت هذه العناصر الكامنة في بنية الوحدة المغربية أن تصمد أمام كل المحاولات الاستعمارية العاتية، سواء التركية أو الفرنسية، التي كانت تستهدف طمسها واقتلاعها من جذورها ومع ذلك، فإن الأمور لم تكن تمر دوماً بسلام، إذ أن توالى الأحداث وتفاعلها والمواقف الاستعمارية المتعنتة، غالباً ما شكلت عائقاً أمام القادة الوطنيين، فدفعت ببعضهم إلى المنافي في أصقاع بعيدة جداً عن بلادهم. وعلى الرغم من كل هذا، فإن سعى المغاربة الحثيث لتحقيق استقلالهم، ما كان ليحول يوماً دون تطلعهم لإقامة بناء متكامل على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
ففي عام 1926، عقد في باريس مؤتمر باسم نجمة شمالي أفريقيا، وتبعه مؤتمر المغرب العربي الذي عقد في القاهرة في عام 1947، والذي تمخضت عنه لجنة تحرير المغرب العربي، وهي لجنة أسسها المناضل عبدالكريم الخطابي، الذي حدد أهداف هذه اللجنة في البيان الذي أصدره بمناسبة تأسيسها في السادس من يناير 1947، في جمع شمل كافة القوى والأحزاب الوطنية المناضلة في سبيل استقلال المغرب وتونس والجزائر وإرساء وحدة وطنية مغربية تنادي بالإسلام والعروبة والاستقلال التام، وترفض أية مساومة مع المستعمر الأجنبي.
تتناول هذه الدراسة نظرية الاتحاد وتجارب الوحدة العربية ومحاولات الوحدة بين دول المغرب العربي، والخصائص العامة لدول الاتحاد. ثم تأسيس الاتحاد المغاربي ودورات القمة التي عقدها وأضواء حول أداء الاتحاد والمشاكل التي واجهته.
يتبع
المبحث الأول
نظرية الاتحاد وتجارب الوحدة
أولاً: نظرية الاتحاد بين الدول
دفع نداء الوحدة بالعرب إلى عديد من تجارب الاتحاد بينها. فنشأت جامعة الدول العربية كهيئة دائمة يلتقي فيها حكام وقادة العرب للتشاور في أمورهم وتوحيد جهودهم. ثم نشأت اتحادات أخرى تضم كل منها دولتين أو ثلاثة من الدول العربية. ولكن لم يُقدَّر لها البقاء طويلاً فانتهت لتعود كل دولة إلى التزام حدودها.
ولقد كشفت تجارب الاتحاد بين الدول العربية، عن الحاجة الماسة إلى دراسة عربية فقهية قانونية لأحكام الاتحادات بين الدول. دراسة توضح أنواع هذه الاتحادات وتحدد القواعد الأساسية لها، لبيان ماهية، ومكانة اتحاد المغرب العربي وسط الاتحادات العربية في العصر الحديث.
كلما تقاربت الدول العربية؛ وشاع التفاهم بينها، كلما زادت فرص السلم والرخاء أمامها. ولعل الاتحاد بين الدول من أنجح السبل لتحقيق التقارب فيما بينها وحل منازعاتها حلاً سلمياً. فالاتحاد يجمع عدة دول على أهداف ومصالح مشتركة، ويكفل التقاءها في هيئات دائمة لتصريف شؤونها وحسم إشكالاتها، كما يفسح الطريق أمام الكلمة الهادئة في الشؤون الدولية، بدلاً من العنف المتبادل، الذي لا يؤدي إلا إلى الضياع.
1. الاتحاد نظام واسع الانتشار
الاتحادات الدولية أنظمة واسعة الانتشار تتصل بحياة عدد كبير من الدول. وثمة دول تبني حياتها السياسية والدستورية على أنظمة اتحادية، منها مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وفنزويلا وألمانيا وسويسرا واستراليا وليبيا. وثمة دول أخرى تشترك مع بعضها، في اتحادات إقليمية، بحكم تجاورها واشتراكها في المصالح ومنها منظمة الدول الأمريكية، وتضم إحدى وعشرين دولة أمريكية، ومجلس أوروبا ويضم عشر دولة أوروبية، وجامعة الدول العربية التي تضم عشرين دول عربية. وأخيراً ثمة اتحاد بين دول رابطة الكومنولث، أساسه وحدة المصالح، ويجمع ثلاثة عشر دولة في قارات مختلفة. إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، ومجلس التعاون العربي، واتحاد المغرب العربي والسوق العربية المشتركة والسوق الأوروبية المشتركة، وغيرها.
يعيش أكثر من ثلثي دول العالم تقريباً في ظل أنظمة اتحادية. وقد تعيش الدولة الواحدة في ظل أكثر من نظام اتحادي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ينبني دستورها على نظام اتحادي وتشترك في الوقت نفسه في منظمة الدول الأمريكية، وهي بدورها من الاتحادات الدولية.
2. الدافع إلى الاتحاد
قد يكون الاتحاد بالنسبة للدولة بمثابة طوق النجاة، خاصة عندما يحدق بالدولة خطر داهم يهدد كيانها. من جانب دولة قوية لا تستطيع أن تدفعه بمفردها، إذاً كان يجاور هذه الدولة دول أخرى تشاركها مصيرها وتخشى على كيانها هي الأخرى من تهديد الدولة القوية. فإنها تركز قواها في جبهة واحدة في مواجهة الدول التي تهددها.
دلت تجارب الاتحاد السويسري والاتحاد الأمريكي على أنه لولا الاتحاد بين الدول السويسرية، والاتحاد بين الدول الأمريكية، لما نالت أي من هذه الدول استقلالها، ولما احتفظت به واستطاعت أن تذود عنه. فالأخطار الآتية عبر الحدود النمساوية كانت حافزاً للسويسريين على الاتحاد وجمع كلمتهم لنيل استقلالهم ثم للمحافظة على هذا الاستقلال. كما كان الضغط والقهر والعدوان المسلح، من جانب بريطانيا، على المستعمرات الأمريكية دافعاً إلى اتحاد الأمريكيين للحصول على استقلالهم، ثمّ للمحافظة عليه.
هذا وتوجد دوافع أخرى تدفع بالدول إلى الاتحاد، منها: مثلاً الحاجة إلى تدعيم الاستقلال، وتنمية اقتصاديات البلاد، والإفادة من تقدم وخبرة الدول الأعضاء في الاتحاد. وتجد هذه الدوافع أثرها بين الدول، التي تجمع بينها عناصر التشابه، في الأصل والجنس واللغة وأنظمة الحكم. مما يقوي الحاجة إلى الاتحاد.
3. نظرية الاتحاد
للاتحاد بين الدول نظرية استقرت في الفقه الدولي. بنيت هذه النظرية على أساس استقراء أحكام الاتحادات، من واقع المعاهدات والدساتير في اتحادات ثلاثة رئيسية، هي الاتحادات السويسرية والألمانية والأمريكية.
مرت كل من ألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، بمراحل عديدة حتى وصلت إلى شكلها الحالي، وجربت كل منها نوعين من الاتحادات، آخرهما الاتحاد الذي تدين له بكيانها ونظامها في الوقت الحالي.
تبدأ النظرية التقليدية، في تقسيم الدول، إلى قسمين:
• دولة بسيطة Etat Simple Ou Unitaire.
• دولة مركبة Etats Composés.
أمَّا الدولة البسيطة فتضطلع بشؤونها الداخلية والخارجية هيئة واحدة، ولا تشاركها ولايات داخلية. وأمَّا الدولة المركبة فهي تنتج عن اجتماع أكثر من دولة، تحت سلطة حكومة مشتركة، تتمتع بسلطات واسعة على الدول الأعضاء. مع احتفاظ الدول بساستها، أو في ظل رئيس واحد.
ويُقسم الفقه الدول المركبة أربعة أقسام، هي:
أ. الدولة الفيدرالية Etat Fédéral.
ب. الدول الكونفيدرالية والدول المتعاهدة Etats Confédérés.
ج. دول الاتحاد الحقيقي أو الفعلي Etats D’ union Réelle.
د. دول الاتحاد الشخصي Etats D’ union Personnelle.
وهذه الأنواع الأربعة للدول تتكون نتيجة أربعة أنواع من الاتحادات هي:
أ. الاتحاد الفيدرالي Fédération.
ب. الاتحاد الكونفيدرالي أو التعاهدي Conféderation.
ج. الاتحاد الحقيقي أو الفعلي Union Réelle.
د. الاتحاد الشخصي Union Personnelle.
4. نظرية الاتحاد في الفقه العربي
يتبنى الفقه العربي النظرية السابقة، مع انتقادين لها:
• أنها لا تشمل جميع أنواع الاتحادات بين الدول.
• أن أسماء الاتحادات في النظرية ليست من الأسماء العربية المتداولة في الفقه العربي.
ولعل دراسة الاتحادات وفهمها فهماً سليماً يمكن أن يوحي بأسماء عربية تنطبق على معناها انطباقاً تاماً، وتغني عن التعبيرات الأجنبية المعربة حرفياً، بل ولعل هذه الأسماء الجديدة أفصح وأدق في التعبير عن معنى الاتحاد.
أ. النوع الأول من الاتحادات: الاتحاد الفيدرالي Fédéral أو الاتحاد الدستوري Union Constitutionnelles
ينتج عن الاتحاد الفيدرالي دولة واحدة يطلق عليها اسم الدولة الفيدرالية. وهو يتكون من اتحاد عدة دول، في دولة واحدة، تحل محلها جميعاً في المجال الدولي. تفقد هذه الدول الثلاث شخصيتها الدولية، ولا تعد دولاً تحسب ضمن عدد الدول في العالم، وتصبح مجرد دويلات داخل دولة واحدة. وينشأ هذا النوع من الاتحاد من خلال دستور، يحكم الاتحاد وينظمه. ويحدد طريقة توزيع الاختصاصات بين الولايات وبين الحكومة الجديدة التي أنشأها الاتحاد، كما يحدد علاقات الولايات فيما بينها، وكذا علاقاتها بالحكومة الجديدة.
وإذا كان هذا النوع من الاتحاد ينشأ بمقتضى دستور. أي قانون داخلي وليس معاهدة أو تشريعاً دولياً، فالأولى أن يأخذ هذا الاتحاد اسم"الاتحاد الدستوري" باعتبار أن الدستور هو الذي يحكمه وينظمه على أسس خاصة. فالأولى إحلال اصطلاح "الاتحاد الدستوري Union Constitutionnelles" محل اصطلاح"الاتحاد الفيدرالي". واصطلاح"الدولة الاتحادية" محل اصطلاح"الدولة الفيدرالية".
ب. النوع الثاني: الاتحاد الكونفدرالي Conféderation، أو الاتحاد التعاهدي
ينشأ الاتحاد الكونفدرالي بمقتضى معاهدة دولية تحتفظ الدول، بشخصيتها الدولية.
وتنشئ هذه الدول هيئة مشتركة فيما بينها تعهد إليها بتصريف شؤونها الدولية، من إبرام معاهدات وتمثيل سياسي، وكذا إعداد الجيش، وإعلان الحرب وإبرام الصلح، فضلاً عن بعض شؤون داخلية مشتركة مثل سك العملة. وتتعهد الدول للهيئة المشتركة مقدماً بأن تلتزم بكل قرار تصدره هذه الهيئة، ولو كان صادراً بالأغلبية المنصوص عليها في ميثاق الاتحاد، ويصبح للقرار صفة إلزامية لجميع دول الاتحاد، حتى تلك التي لم توافق عليه.
والأقرب للصواب أن يأخذ هذا الاتحاد اسم (التعاهد)، أو (الاتحاد التعاهدي)، بدلاً من اصطلاح الاتحاد الكونفدرالي، وينتج عنه اصطلاح الدول المتعاهدة [1] Etats Confédérés.
ج. النوع الثالث: الاتحاد الشخصي Union Personnelle والاتحاد الفعلي، أو الحقيقي Union Réelle أو الاتحاد الرئاسي Union Presidentielle.
ينشأ الاتحاد الشخصي بين دولتين ملكيتين، بأن يتولى عرشهما معاً ملك أو أمير واحد. فتبقى كل دولة محتفظة بشخصيتها الدولية ونظام الحكم فيها واستقلالها التام عن الدولة الأخرى. فهو اتحاد في الرئاسة فقط.
ويشترك الاتحاد الفعلي أو الحقيقي مع الاتحاد الشخصي في أن عرش الدولتين يتولاهما ملك واحد أو أمير واحد. ولكنه ينشئ إضافة إليه هيئات مشتركة تباشر الاختصاصات الدولية للدولتين، وبعض اختصاصات أخرى.
ومن ثم، الأولى أن يطلق عليهما اسم (الاتحاد الرئاسي) باعتبار أن الهدف من الاتحاد هو جمع رئاسة الدولتين في شخص واحد، وباعتبار أن استمرار وحدة الرئاسة أمر ضروري ولازم للاتحاد.
ثانياً: تجارب الوحدة وأشكال الاتحاد في الوطن العربي
بذلت الأمة العربية محاولات شتى، في سبيل تحقيق وحدتها، كان أبرزها:
1. جامعة الدول العربية.
نشأت عام 1945. ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا.
2. الجمهورية العربية المتحدة
في مستهل عام 1958، شقت مصر وسورية طريقهما نحو الوحدة العربية، وأُعلنت الوحدة بينهما رسمياً في أول فبراير من هذا العام، ثم حدث الانفصال تماماً عام 1961.
3. الاتحاد العربي (الاتحاد *كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة*)
بين المملكة الأردنية *كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة**كلمة ممنوعة*ة والمملكة العراقية، باسم الاتحاد العربي اعتباراً من يوم الجمعة 24 رجب عام 1377 هجرية، 14 فبراير عام 1958ميلادية، وأعلن ميثاقه أن الاتحاد سيبقى مفتوحاً للدول العربية الأخرى التي ترغب في الانضمام إليه، وبقيام ثورة العراق في 14 يوليه عام 1958، سقط هذا الاتحاد.
4. اتحاد الدول العربية المتحدة
وقع ميثاق هذا الاتحاد يوم السبت السادس عشر من شعبان عام 1377هـ الموافق الثامن من شهر مارس عام 1958، بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة المتوكلية اليمنية، وأُعلن أن الاتحاد مفتوح لانضمام أي دولة عربية ترغب في الانضمام. وقد انفض هذا الاتحاد في ديسمبر 1961، على أثر الانفصال في سورية عام 1961.
5. الاتحاد الثلاثي
في 16 أبريل عام 1963، أعلنت وفود مصر وسورية والعراق باسم الشعب العربي في هذه الأقطار الثلاثة قيام وحدة اتحادية فيما بينها، ثم ما لبث أن سقط بعد ذلك.
6. الاتحاد المركزي
عرف المجتمع العربي في المملكة الليبية المتحدة بمقتضى دستورها الصادر في عام 1951، شكل الاتحاد المركزي ذلك بأنها تتكون من ثلاث ولايات(برقة، طرابلس الغرب، فزان). ويوزع الدستور الليبي السلطات بين الولايات والاتحاد على أسس تقرب شكل المملكة الليبية المتحدة من شكل الولايات المتحدة الأمريكية، فالاتحاد ينفرد بمباشرة مظاهر السيادة الخارجية جميعاً تقاسمه الولايات مباشرة مظاهر السيادة في الدخل.
ثالثاً: محاولات الوحدة بين دول المغرب العربي
1. المراحل التي مر بها مشروع الاتحاد المغربي
فرضت العوامل الجغرافية والتاريخية نوعاً من التضامن والاتحاد بين دول المغرب العربي. وشهدت فترات متعددة، من التاريخ الوسيط، قيام سلطة واحدة في كل، أو في بعض مناطق الشمال الأفريقي.
برزت خلال فترة الكفاح ضد الاستعمار أهمية الترابط بين دول المغرب العربي ـ وإن اختلفت حدود هذه الروابط والاتحاد وكيفية تحقيقه، كما اصطدم مشروع الاتحاد المغاربي بعوائق منها:
أ. التنافس بين الحكومات على الزعامة.
ب. الاختلاف في الأوضاع السياسية والاقتصادية، في هذه الدول، في بداية عصر الاستقلال.
ج. الاختلاف على المدى الذي يمكن أن يصل إليه مشروع اتحاد المغرب العربي ـ هل يقتصر على التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية، أم يمتد ليصل إلى تحطيم الفواصل السياسية؟.
2. أهم المراحل التي مر بها مشروع الاتحاد المغربي
أ. مؤتمر طنجة (28 ـ 30 أبريل 1958)
دعت إلى هذا المؤتمر الهيئات الشعبية المتمثلة في حزب الاستقلال المغربي، وحزب الدستور الجديد في تونس، وجبهة التحرير الجزائرية(لم تكن الجزائر قد استقلت بعد)، إلى الاجتماع في مدينة طنجة المغربية بين 28 ـ 30 أبريل 1958. بحث المؤتمر عدة مبادئ منها:
(1) تشكيل مجلس استشاري للمغرب العربي ينبثق من المجالس الوطنية المحلية في الأقطار الثلاثة(المغرب، تونس والجزائر)، وتكون مهمته دراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك في بلاد المغرب العربي، وتقديم التوصيات بخصوصها للسلطات التنفيذية المحلية.
(2) بحث قيام اتحاد فيدرالي بين البلاد المشتركة في المؤتمر.
(3) استئناف الاتصالات، بصفة دورية، بين المسؤولين المحليين في البلدان الثلاثة.
(4) تأسيس أمانة دائمة من ستة أعضاء ـ (مندوبين عن كل حركة شعبية مشتركة في المؤتمر) لضمان تنفيذ مقررات المؤتمر.
ب. اقتراح ضم ليبيا للاتحاد المغاربي
في عام 1962، عُقدت معاهدة دفاعية بين المملكة الليبية والمملكة المغربية. وفي عام 1964، اقترحت تونس ضم ليبيا للاتحاد المغاربي، وأيدت المغرب هذا الاقتراح.
ج. إنشاء اللجنة الاستشارية المغربية الدائمة
أنشئت في نوفمبر 1964، اللجنة الاستشارية المغربية، بهدف إظهار ديمومة الخيار المغربي. بالحفاظ على الوحدة الدائمة.
د. إستراتيجية دول المغرب بعد الاستقلال
بعد استقلال تونس والجزائر والمغرب، رسمت سياستها وإستراتيجيتها لوضع أسس التعاون الفني والاقتصادي والسياسي في اتجاه الاندماج. وعقدت سبعة اجتماعات شكلت، في تسلسلها الزمني، مرحلتين في مسيرة العمل المشترك على النحو التالي:
(1) المرحلة الأولى: تمثلت في اللقاءات الأربعة الأولى ذات الطابع الاقتصادي وهي:
(أ) مؤتمر تونس (أول أكتوبر 1964)
وفيه اتخذ وزراء الاقتصاد المغاربة عدة قرارات وتوصيات أهمها:
• إنشاء نظام الأفضلية المغاربية للمبادلات التجارية وأسبقية التزود المغربي.
• تنسيق الإجراءات الجمركية بين سياسات التصدير.
• توحيد السياسة في الإنشاءات الصناعية وفي بناء التجهيزات الأساسية، خصوصاً في قطاعات المناجم والطاقة والنقل والمواصلات .
• إنشاء نظام مشترك للعلاقات مع مجموعة السوق الأوروبية، في نطاق سياسة التنمية الاقتصادية المغاربية، واحترام السيادات القطرية.
• إنشاء أجهزة التعاون المغربي المتمثلة، على نحو خاص، في اللجنة الاستشارية للمغرب العربي ومركز الدراسات الصناعية.
(ب) مؤتمر طنجة (نوفمبر 1964)
اهتم هذا المؤتمر بالآتي:
• التنسيق بين المخططات الوطنية للتنمية ومختلف الوحدات الصناعية.
• قضايا تمويل مشاريع التنمية، وتوحيد السياسات، في ميدان القوى العاملة والتكوين المهني.
(ج) مؤتمر طرابلس (27 مايو 1965)
اتخذ التوصيات الآتية:
• توصية بشأن صناعة الفولاذ ودعوة لجنة مختصة لدراسة هذا القطاع.
• توصية بشأن قطاع التأمين والمواصلات.
• تنسيق سياسات التصدير وتنظيم الإحصاءات الصناعية.
(د) مؤتمر الجزائر (11 فبراير 1966)
اتخذ عدة قرارات أهمها:
• ختيار العاصمة التونسية مقراً للجنة الاستشارية، التي أوصى بها المؤتمر الأول، وتعيين ممثلي الحكومات بها وكاتب اللجنة.
• تنسيق السياسات التجارية الخارجية وسياسات السياحة والحسابات الوطنية والإحصاءات التجارية والصناعية.
• تأييد التوصيات السابقة المتعلقة بصناعة الحديد والصلب وصناعة الزجاج والتركيب الهندسي، خصوصاً في قطاع صناعة السيارات.
(2) المرحلة الثانية: تمثلت في اللقاءات الثلاثة الاقتصادية
عقد وزراء اقتصاد الدول المغاربية خلالها ثلاثة مؤتمرات هي:
(أ) مؤتمر تونس (23 فبراير 1967)
وقد كلف المؤتمر اللجنة الاستشارية بالآتي:
• دراسة آفاق التعاون من منظور شامل خلال مرحلة تجريبية لمدة خمسة أعوام.
• إعداد اتفاقية بين الحكومات للتعاون الاقتصادي.
(ب) مؤتمر الرباط (20 يوليه 1970)
• قدمت الجنة الاستشارية مشروع اتفاقية للتعاون الاقتصادي، بين الدول الثلاث، التي أوصى بها مؤتمر تونس إلى مجلس وزراء الاقتصاد حيث ظهرت عدة اعتراضات فنية في مضمون الاتفاقية تتعلق بالآتي:
- أسلوب مراجعة رأس المال ومصدر السلع.
- هيكل تكلفة الإنتاج والقيمة المضافة.
• تقرر أن يعاد النظر في المشروع مرة ثانية.
(ج) مؤتمر الجزائر (21 مايو 1975)
• رضت اللجنة الاستشارية صيغة جديدة للاتفاقية على مجلس وزراء الاقتصاد؛ فوجدوا فيها عدداً من المآخذ وقرروا رفضها.
• أوصى المؤتمر بالعودة إلى طلب التعاون، من خلال التحاليل القطاعية، وأعطي مهلة لذلك حتى عام 1981.
• واعتباراً من عام 1975، توقفت، منذ المؤتمر السابع في الجزائر، اجتماعات وزراء الاقتصاد. وانحصرت المشاركة في ثلاث دول هي تونس والمغرب وموريتانيا، وتوقف العمل في العديد من المشاريع التي كان قد تقرر إقامتها؛ بسبب الخلافات السياسية وانقطاع العلاقات المغاربية، بعد اندلاع حرب الصحراء الغربية.
هـ. للتكامل الاقتصادي بين ليبيا وتونس (فبراير 1982)
وفي الفترة بين 23 ـ 27 فبراير 1982، زار العقيد معمر القذافي تونس، يرافقه وفد حكومي كبير، عقد خلالها عدة اجتماعات مع الرئيس الحبيب بورقيبة ورئيس الوزراء محمد مزالي، وتم التوقيع على اتفاقيات لتحقيق التكامل الاقتصادي كخطوة أساسية على طريق الوحدة.
و. اتفاقية الأخوة والوفاق (19 مارس 1982)
من بداية السبعينات بدأ المغرب يسير نحو التوحيد، نظراً لتوافر الإرادات الطيبة إلاّ أنه اصطدم بعقبة إزالة الاستعمار عن الصحراء المغربية. ومع ذلك فإن المغاربة قرروا مواجهة الواقع بعزم وإصرار، فتوجت جهودهم بتوقيع اتفاقية الأخوة والوفاق بين الجزائر وتونس في 19 مارس عام 1982، ولم تلبث موريتانيا أن انضمت إلى هذه الاتفاقية.
ز. اتفاقية وجدة عام 1984
في عام 1984، دعا الرئيس الليبي معمر القذافي إلى قيام شكل من أشكال الاتحاد مع المغرب، ورغم الخلافات القائمة بين البلدين، وتأييد ليبيا لحركة البوليساريو، فقد عقد اتفاق بين ليبيا والمغرب في وجدة وقعه الرئيس الليبي القذافي وملك المغرب الحسن الثاني، في أغسطس 1984، لإنشاء اتحاد بين البلدين كخطوة أولى نحو قيام المغرب العربي. ونصت الاتفاقية على تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والدفاعية بين البلدين. وفي 31 أغسطس 1984، طرح مشروع الوحدة على الاستفتاء في المغرب، فنال 97,99 من الأصوات. كما وافق مؤتمر الشعب الليبي عليها بالإجماع. ولكن هذه الاتفاقية أُلغيت بعد زيارة شيمون بيريز المغرب في يوليه عام 1986.
ح. الوحدة بين ليبيا والجزائر (سبتمبر 1988)
في العشرين من سبتمبر 1988، دخلت الجزائر في مشروع وحدوي مع الجماهيرية العربية الليبية، ووُصِف هذا المشروع بأنه حجر الزاوية في بناء المغرب الكبير.
أصبح هذا المشروع قيد التداول في المكتب السياسي واللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني الجزائرية. واتفق على إجراء استفتاء عليه في مطلع عام 1989. وأعلن الرئيس الجزائري: بأن ما اتفق عليه يتعلق"باتحاد" وليس"بوحدة"، وأن"العمل الاتحادي مع الجماهيرية الليبية لا يتعارض، بأي وجه من الوجوه، مع إنشاء المغرب الكبير، بل أنه يكمله".
ترتب على هذه الخطوة البحث في إنشاء برلمان يمثل أقطار المغرب. وأردف الرئيس الشاذلي بن جديد قائلاً:"إن لكل قطر مغربي معطياته الخاصة به، ولكل قطر نظامه الخاص، فما من عائق يحول دون أن تأخذ خطواتنا مداها الأوسع. فيوماً ما سيكون لدينا ممثل واحد يتكلم باسم أقطار المغرب جميعاً، وسيكون لنا وزن كبير في المحافل الدولية ومع ذلك، فنحن لن نتسرع فيما نحن عازمون على إنجازه، بل لندع الظروف تتضح رويداً رويداً حتى يؤتى مشروعنا ثماره اليانعة".
ط. اتحاد المغرب العربي (17 فبراير 1989)
وقع في مراكش في السابع عشر من فبراير 1989 كل من ملك المغرب الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والرئيس الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الموريتاني سيد أحمد الطايع المعاهدة التأسيسية"لاتحاد المغرب العربي" بين الدول الخمس.
1
المبحث الثاني
تأسيس اتحاد المغرب العربي ودورات القمة
أولاً: تأسيس اتحاد المغرب العربي
1. الأسباب والدوافع التي أدت إلى تأسيس الاتحاد
نشأ الاتحاد المغاربي كاستجابة من دول المغرب العربي لتحاشي أخطار التهميش الناجمة عن نمو الاتحادات الإقليمية في كل مكان، وفي مقدمتها الوحدة الأوروبية، التي قد تجعل من أوروبا قلعة يصعب على دول المغرب الثلاثة، الواقعة على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط أن تخترقها. وهكذا كان ظهور الاتحاد المغاربي استناداً إلى معاهدة مراكش التي وقعت في 17 فبراير 1989، كتعبير عن بروز رؤية سياسية أكثر شمولاً، وانتشار وعي إستراتيجي جديد في المنطقة.
وتشكلت للاتحاد أجهزته السياسية التي تتولى التوجيه والقيادة، وعلى رأسها مجلس الرئاسة، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة بشرط توافر إجماع رؤساء الدول المغاربية الخمس. كما تشكلت أجهزته الإدارية والتقنية والتنفيذية.
2. الوقائع التمهيدية لتأسيس الاتحاد (اُنظر ملحق يوميات الوقائع التمهيدية قبل تأسيس الاتحاد المغاربي) و(ملحق يوميات اتحاد المغربي العربي بعد التأسيس)
أ. بدأت نقطة التحول الجديد للعمل المغاربي، خلال اجتماع القمة العربية الطارئة بالجزائر 7 ـ 9 يونيو 1988، في قصر زرالدة بين قادة الدول المغاربية، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، في 10 يونيه 1988، وأسفر اللقاء عن الآتي:
(1) عودة العلاقات بين المملكة المغربية والجزائر بعد قطيعة طويلة.
(2) إعلان بيان زرالدة الخاص، بموافقة قادة دول المغرب العربي الخمس على تشكيل لجنة مغاربية للبحث عن وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي، على أن تجتمع بمدينة الجزائر يوم 13 يوليه 1988.
ب. اجتمعت اللجنة المغاربية المنبثقة عن قمة زرالدة بمدينة الجزائر، يومي 13، 14 يوليه 1988، لمناقشة مختلف القضايا ذات العلاقة ببناء وحدة المغرب العربي، وقررت إنشاء خمس لجان فرعية متخصصة لاستكمال الدراسة وتقديم المقترحات والتوصيات، على أن تتولى كل دولة أمر إحدى اللجان، كالآتي:
(1) اللجنة الاقتصادية، الجزائر.
(2) لجنة المسائل الهيكلية، ليبيا.
(3) اللجنة المالية والجمارك، المغرب.
(4) لجنة المسائل الأمنية والإنسانية، تونس.
(5) لجنة التربية والثقافة والإعلام، موريتانيا (أُنظر ملحق بيان زرالدة).
ج. انعقدت الدورة الثانية للجنة المغاربية في الرباط بتاريخ 27 ـ 28 أكتوبر 1988، ووافقت على مقترحات وتوصيات اللجان الخمس الفرعية، وأوصت بإحالتها إلى اجتماع القمة القادم لإقرارها وإعطائها الصيغة النهائية، وكان من أهم هذه القرارات والتوصيات ما يلي:
(1) الاتفاق على إنشاء تنظيم مغاربي.
(2) تنسيق السياسات الخارجية والاقتصادية والمالية.
(3) توحيد مناهج التعليم.
(4) كفالة حرية التنقل عبر دول المنطقة.
(5) تشكل المغرب لجنة لصياغة ما ورد من توصيات اللجان الفرعية، ورفعها إلى اجتماع القمة المقبل.
(6) استمرار الاتصال بين الدول الخمس لتحديد موعد اجتماع القمة، في أقرب وقت ممكن.
د. الدورة الثالثة للجنة المغاربية في تونس، بتاريخ 24 يناير 1989، تمهيداً لعقد القمة المغاربية الثانية، واقترحت اللجنة إصدار إعلان يضع المسار الوحدوي في سياقه التاريخي وطالبت بإعداد معاهدة تأسيسية تكون إطاراً للعمل الوحدوي المغاربي، لتنشئ هياكله وأجهزته.
هـ. اجتمع وزراء خارجية دول المغرب العربي، يوم 26 يناير 1989 بتونس، لمناقشة الدراسات والمقترحات التي تقدمت بها اللجنة المغاربية، كما ناقشوا المعاهدة التأسيسية لتنظيم العمل الوحدوي، بين دولهم.
3. قمة الإعلان الخاص بقيام الاتحاد المغاربي
في مدينة مراكش يوم الجمعة الثاني عشر من رجب 1409هـ الموافق 17 فبراير 1989. اجتمع ملوك ورؤساء الدول المغاربية، وهم:
أ. الملك الحسن الثاني، ملك المملكة المغربية.
ب. الرئيس معمر القذافي، رئيس الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى.
ج. الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس جمهورية تونس.
د. الرئيس الشاذلي بن جديد، رئيس جمهورية الجزائر الديمقراطية.
هـ. الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
ومعهم أعضاء اللجنة المغاربية المنبثقة عن قمة زرالدة. ووزراء الخارجية وأعضاء الوفود للدول الخمس.
وأسفرت الاجتماعات التي استمرت ثلاثة أيام متتالية، عن التوقيع على ثلاثة وثائق، هي:
(1) إعلان قيام اتحاد المغرب العربي (اُنظر ملحق إعلان عن قيام اتحاد المغرب العربي)
جاءت تلك الوثيقة كحل وسط بين اتجاهين:
(أ) الاتجاه الأول: وكانت تمثله ليبيا ـ بالذات ـ وتونس ـ الداعي إلى الوحدة الفورية.
(ب) الاتجاه الثاني: وكانت تمثله المغرب والجزائر ـ الداعي إلى التنسيق والتعاون بين دول المغرب العربي.
كما أشارت الوثيقة إلى أن الاتحاد مفتوح لكل الدول العربية والأفريقية، بشرط موافقة دول الاتحاد بالإجماع.
(2) معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي (أُنظر ملحق معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي)
تشمل المعاهدة 19 مادة، حددت أهداف الاتحاد، وتشكيل هيكله التنظيمي من هيئات ومؤسسات اتحادية، وتنظيم عمل الهيئات التي أنشئت بحكم المعاهدة.
(3) قرار بالمصادقة على أعمال اللجنة المغاربية وتوصيات ومقترحات لجانها الفرعية (اُنظر ملحق قرار بالمصادقة على أعمال اللجنة المغاربية وتوصيات ومقترحات لجانها الفرعية)
تم التصديق على توصيات ومقترحات اللجنة المغاربية ولجانها الفرعية، واعتبارها برنامج عمل الاتحاد، وتكليف الأجهزة المختصة في الاتحاد بالعمل على تنفيذ هذه التوصيات والمقترحات، طبقاً لبرنامج وجدول زمني.
4. أهداف الاتحاد المغاربي
حددت المعاهدة، الأهداف والسياسات للدول الأعضاء، في المادتين الثانية والثالثة، كالآتي:
أ. توطيد أواصر الأخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها بعضها ببعض.
ب. تحقيق تقدم ورفاهية مجتمعات الدول الأعضاء وشعوبها والدفاع عن حقوقها.
ج. المساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف.
د. العمل تدريجياً على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء.
هـ. نهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين لتحقيق الأغراض التالية:
(1) في الميدان الدولي
تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء، وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها، على أساس الحوار.
(2) في الميدان الاقتصادي
تحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية للدول الأعضاء، واتخاذ ما يلزم من وسائل لهذه الغاية، خصوصاً إنشاء المشروعات وإعداد البرامج، العامة والنوعية، في هذا الصدد.
(3) في الميدان الثقافي
إقامة تعاون يرمى إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته، وإلى الحفاظ على القيم الروحية والخلقية المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة، وصيانة الهوية القومية العربية، واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه الأهداف، خصوصاً بتبادل الأساتذة والطلبة وإنشاء مؤسسات جامعية وثقافية، ومؤسسات متخصصة في البحث تكون مشتركة بين الدول الأعضاء.
5. الهيكل التنظيمي للاتحاد المغاربي
حددت معاهدة إنشاء الاتحاد الهيكل التنظيمي للاتحاد، من هيئات ومؤسسات كما أوضحت أسلوب عملها. ونصت على ذلك، في المادة الرابعة حتى المادة الثالثة عشرة، على النحو الآتي:
أ. مجلس رئاسة الاتحاد
(1) يتكون من رؤساء الدول الأعضاء، وهو أعلى جهاز للاتحاد.
(2) تكون فترة رئاسة المجلس ستة أشهر بالتبادل بين رؤساء الدول الأعضاء.
(3) يعقد المجلس دوراته العادية مرة كل ستة أشهر وله أن يعقد دورات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
(4) لمجلس الرئاسة وحده سلطة اتخاذ القرار، وتصدر قراراته بإجماع أعضائه.
ب. مجلس وزراء الخارجية
(1) يتكون المجلس من وزراء خارجية الدول الأعضاء، ويحضر دورات مجلس الرئاسة.
(2) ينظر فيما تعرضه عليه لجنة المتابعة واللجان الوزارية المتخصصة من أعمال.
ج. لجنة المتابعة
(1) تعيين كل دولة عضواً (بدرجة وزير) يمثلها في لجنة المتابعة بالاتحاد.
(2) تتابع اللجنة أعمال الاتحاد.
(3) ترفع اللجنة نتائج عملها إلى مجلس وزراء الخارجية.
د. لجان وزارية متخصصة
لمجلس رئاسة الاتحاد الحق في إنشاء لجان وزارية متخصصة وتحديد مهامها.
هـ. الأمانة العامة للاتحاد
(1) يكون للاتحاد أمانة عامة يحدد مقررها ومهامها مجلس رئاسة الاتحاد.
(2) يُعين الأمين العام لها بواسطة مجلس رئاسة الاتحاد.
و. مجلس الشورى
(1) يتألف من 50 عضواً، بواقع عشرة أعضاء عن كل دولة عضو بالاتحاد.
(2) يختار الأعضاء لمجلس الشورى بمعرفة الهيئات النيابية للدول الأعضاء.
(3) يعقد المجلس دورة عادية كل سنة، كما يعقد دورات استثنائية بطلب من مجلس الرئاسة.
(4) يُبدى المجلس رأيه فيما يحيله إليه مجلس الرئاسة من مشاريع قرارات، كما له أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل الاتحاد وتحقيق أهدافه.
(5) يُعد مجلس الشورى نظامه الداخلي ويعرضه على مجلس الرئاسة للمصادقة.
ز. هيئة قضائية
(1) تتألف من قاضيين عن كل دولة، وفترتهما 6 سنوات، ويجدد للهيئة في منتصف المدة.
(2) تنتخب الهيئة القضائية رئيساً لها من بين أعضائها لمدة سنة واحدة.
(3) تختص الهيئة بالنظر في النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق المعاهدات والاتفاقيات المبرمة في إطار الاتحاد، والتي يحيلها إليها مجلس الرئاسة، أو إحدى الدول الأطراف في النزاع.
(4) تقدم الهيئة الآراء الاستشارية في المسائل القانونية، التي يعرضها عليها مجلس الرئاسة.
(5) تعد الهيئة نظامها الأساسي وتعرضه على مجلس الرئاسة للمصادقة.
(6) يحدد مجلس الرئاسة مقر الهيئة وميزانياتها.
ثانياً: دورات القمة
1. الدورة الأولى (قمة تونس)
عُقد في مدينة تونس أيام 24، 25، 26 جمادى الثانية 1410 الموافق 21، 22، 23 يناير 1990 بحضور:
أ. ملوك ورؤساء دول الاتحاد المغاربي، وهم:
(1) الملك الحسن الثاني، ملك المملكة المغربية
(2) الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية.
(3) الرئيس الشاذلي بن جديد، رئيس الجمهورية الجزائرية.
(4) العقيد معمر القذافي، رئيس الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.
ب. حضر الاجتماع الشيخ سيد أحمد ولد بابا، عضو اللجنة العسكرية للخلاص الوطني ووزير الشئون الخارجية ممثلاً عن الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع رئيس الجمهورية الموريتانية .
ج. وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي والوفود المشاركة (اُنظر ملحق (مقتطفات) من البيان الختامي الصادر عن الدورة العادية الأولى لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي، تونس، 21-23 يناير 1990)
ب. القرارات التي اتخذت في القمة
(1) قرار بخصوص تعديل معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي في بندها الحادي عشر(اُنظر ملحق قرار بخصوص تعديل معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي في بندها الحادي عشر)
(2) الموافقة على أن تكون للاتحاد أمانة عامة قادرة، ينشئها مجلس الرئاسة ويحدد مهامها، كما يعين المجلس أميناً عاماً لها.
(3) قرار بخصوص تعديل الفقرة الأولى من المادة الثانية عشرة من معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي (زيادة عدد أعضاء مجلس الشورى) (اُنظر ملحق قرار بخصوص تعديل الفقرة الأولى من المادة الثانية عشرة من معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي "زيادة عدد أعضاء مجلس الشورى") عدلت بموجب هذا القرار الفقرة الأولى من المادة الثانية عشرة من معاهدة إنشاء الاتحاد، بحيث أصبح مجلس الشورى يتألف من عشرين عضواً عن كل دولة بدلاً من عشرة أعضاء.
(4) قرار إنشاء اللجان الوزارية المتخصصة لاتحاد المغرب العربي (اُنظر ملحق قرار إنشاء اللجان الوزارية المتخصصة لاتحاد المغرب العربي)
شكل بموجب هذا القرار أربع لجان وزارية متخصصة، هي:
(أ) لجنة الأمن الغذائي
(ب) لجنة الاقتصاد والمالية
(ج) لجنة البنية الأساسية
(د) لجنة الموارد البشرية
(5) قرار بخصوص تنفيذ التوصيات الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية
تمت المصادقة على التوصيات المتعلقة باللجان الوزارية القطاعية، والبرامج التنفيذية للاتحاد في مختلف المجالات.
(6) قرار بخصوص العلاقات بين اتحاد المغرب العربي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومجلس التعاون العربي (اُنظر ملحق قرار بخصوص العلاقات بين اتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس التعاون العربي).
أكد القرار على أهمية تعزيز التضامن داخل التجمعات العربية، وفى رحاب الجامعة العربية، من خلال التشاور بين أجهزة الاتحاد، وأجهزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومجلس التعاون العربي، بقصد تنظيم الحوار على جميع المستويات، من أجل تحديد ميادين التعاون، في المجالات المختلفة. وبهدف توثيق التعاون، وتكثيف التشاور حول القضايا المختلفة، لدعم العمل العربي المشترك وتعزيز فعالية دور الجامعة العربية.
(7) قرار بخصوص العلاقة بين اتحاد المغرب العربي والتجمعات الجهوية الأفريقية المماثلة (اُنظر ملحق قرار بخصوص العلاقات بين اتحاد المغرب العربي والتجمعات الجهوية الأفريقية المماثلة)
أكد القرار العزم على توطيد التعاون في الميادين الثقافية، وتعزيز الأخوة والتضامن، والإسهام في استتباب الأمن، والاستقرار، والرفاهية، ودفع عجلة التنمية.
(
قرار بخصوص العلاقات بين اتحاد المغرب العربي والمجموعة الأوروبية (اُنظر ملحق قرار بخصوص العلاقات بين اتحاد المغرب العربي والمجموعة الأوروبية)
أكد مجلس رئاسة الاتحاد المغاربي على ضرورة شمولية العلاقات للجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية، وتحديد الأهداف والنتائج التي يتوخاها كل طرف من العلاقات، التي يجب أن تتطور على أساس الندية ومراعاة المصلحة المشتركة. وأكد المجلس كذلك، على أهمية قضايا التعاون الاقتصادي لحماية شخصية الجالية المغاربية المغتربة، ورعاية مصالحها وتخفيف حدة التوتر في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وحماية البيئة فيهما.
(9) قرار يدعو وزراء الخارجية والدفاع إلى وضع صيغة للتنسيق والتعاون في مجال الدفاع، ورفع تقرير عن ذلك إلى الدورة القادمة.
(10) قرار بخصوص مواعيد انعقاد الرئاسة
حدد مجلس الرئاسة انعقاد دوراته العادية خلال الشهرين الأول والسابع من كل سنة ميلادية، على أن تنتقل رئاسته إلى دولة من الدول الأعضاء في اليوم الأول من كلا الشهرين.
(11) قرار تكثيف الحوار السياسي بين دول الاتحاد، وتكليف مجلس وزراء الخارجية بمتابعة كافة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، والتشاور والتنسيق بشأنها.
شمل البيان الختامي الصادر عن الدورة العادية الأولى لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي، "تونس" النقاط التالية (اُنظر ملحق (مقتطفات) من البيان الختامي الصادر عن الدورة العادية الثانية لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي، الجزائر، 21-23 يوليه 1990):
• ملخص للكلمات التي ألقاها ملوك ورؤساء الاتحاد.
• القرارات التي تم اتخاذها في القمة.
• الخطة التنفيذية حول برنامج العمل للاتحاد.
• رأي المجلس حول أهم القضايا العربية والدولية.
أنشأ المجلس الرئاسي للاتحاد، خلال دورة انعقاده في تونس، مجلساً للدفاع المشترك، لكنه لم يتمكن من إرساء قواعد لتعاون مشترك في مجال الأمن الإقليمي، نظراً لعدم وجود تصور مشترك لطبيعة التهديدات، التي تواجه الدول الخمس. وكذلك فإن الأجهزة المختصة بالتعاون الاقتصادي ظلت في مرحلة إعداد الدراسات والاستكشافات الأولية، فلم يدخل المشروع المغاربي بعد في مرحلة حاسمة.
2. الدورة الثانية (قمة الجزائر)
في نادى الصنوبر المعروف بقصر الأمم، في ضواحي مدينة الجزائر. في يومي 29، 30 من ذي الحجة وأول محرم 1411 هـ الموافق 21 - 23 يوليو 1990م. بحضور:
أ. ملوك ورؤساء دول الاتحاد المغاربي الخمسة وهم:
(1) الملك الحسن الثاني، ملك المملكة المغربية.
(2) الرئيس الشاذلي بن جديد، رئيس الجمهورية الجزائرية.
(3) العقيد معمر القذافي، رئيس الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى.
(4) الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية التونسية.
(5) الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، رئيس الجمهور