فن طرح .. الأنوثة
مقالة للمغفور له بإذن الله .. د. يحيى الأحمدي
تؤكد النظريات النفسية التي تتخذ من سيكولوجية المرأة محوراً رئيساً .. أن كل النساء - وبلا استثناء - يمتلكن " نوعا " من مقومات الأنوثة يختلف من امرأة لأخرى .. وأن الاختلاف في تلك " الأنواع " هو في صالحهن وليس ضدهن .. حتى لو كان النوع الذي تمتلكه إحداهن أقل امكانية أو أدني مستوي ..!! فاختلاف "أنواع " الأنوثة هو الذي يمنح كل واحدة منهن مذاقها الخاص في عيني زوجها .. وهو الذي يجعل لها شخصيتها النسائية المستقلة التي لا تنافسها فيها امرأة أخري ..
مشكله النساء " الفرعية " في الأغلب هي في تركهن لما يمتلكن من مقومات أنوثة والنظر إلي ما تمتلكه الأخريات من مقومات مختلفة عن مقوماتهن .. وهذا هو بعينه ما يسبب كماً غير قليل من فقدان الصداقة بين النساء وبعضهن حتى لو كنّ أخوات .. خصوصاً لو كان هذا التباين بين " نوعي " الأنوثة كبيراً ..!! لكن المشكلة "الرئيسية" التي لا يفطن إليها الكثير من النساء تكمن - هكذا يقول علم النفس - في فقدان أغلب النساء للطريقة المثلي لطرح " نوع " الأنوثة علي الرجل .. مهما بلغ هذا النوع من التواضع ..! ويمكن القول بأن المرأة التي تمتلك نوعاً متواضعاً من الأنوثة لو عرفت كيف تطرحه بـ " حرفية أنثوية " عالية ، فإن بإمكانها أن تتفوق علي امرأة أخري لديها نوع أعلي من المقومات لكنها لا تعرف كيف تجيد فن طرحه علي الرجل ..!!
الحكاية ليست بهذا التعقيد .. بل هي أبسط كثيرا من ذلك .. فمنذ تاريخ طويل نسبياً وقبل أن تتفق قارتا إفريقيا وآسيا علي أنجاب وليد مشترك نتاج تحالفهما الإنساني .. كانت الصفات النسائية تخلو من العيون الزرقاء والشعر الأصفر والقوام الباني - نسبة إلي غصن اللبان - والقدّ الحلبي ... إلي آخر تلك المواصفات التي اعتمدها الرجال منذ عهد بعيد كمقاييس معتبرة للجمال النسائي ..!! ولما حدث هذا التزاوج وتمخض عنه ظهور " الفتاة الأوروبية " بمواصفاتها التي تحمل هجيناً من صفات الأفريقيين والآسيويين معا .. اختلط الآمر علي نساء القارتين " الوالدين " وأصبحن يغبطن بناتهن الأوروبيات - ربما إلي حد الحقد - علي تلك المواصفات .!! الذكيات من نساء هاتين القارتين رجعن إلي صوابهن بعد حين وأدركن أن المرأة هي المرأة .. وأنه اذا كان لامرأة أن تزهو بأنوثتها فالأصل هو الذي له أن يفخر ويتباهى علي الفرع .. وما تملكه الأم هو أساس صنع الابنة .. وبالتالي فلو أن المرأة الإفريقية أو الأسيوية أحسنت استخراج لآلئهما التي أثمرت هذا الجمال الأوروبي .. لفاقتا صاحباته جمالاً ..!!
المرأة الذكية - الأفريقية والآسيوية – فطنت إلي فن اللعبة وأهمية إجادتها لفن طرح الأنوثة أكثر من أهمية امتلاكها لنوع بعينه من الأنوثة .. أما المرأة الغبية فقد جلست تعض بنان الندم أنها لم توهب نوع أنوثة من الدرجة الممتازة لتؤثر بها علي الرجل الذي لا تملك أن تعيش من دونه ..!!
أذن فحل المعضلة يكمن الآن في أن تتبني احدي المؤسسات النسائية العربية مشروعا لتعليم المرأة " الغبية " فن طرح الأنوثة .. فتقرا عليها في قاعات الدرس كتباً عن مقومات الأنوثة وأنواع الأنوثة ووراثة الأنوثة وصناعة الأنوثة وإخفاء الأنوثة ودهاء الأنوثة .. إلي آخر تلكم الموضوعات التي يمكن أن تساعدهن علي الخروج من أزمة فقدان الثقة في الأنوثة .. والتي تقف وراء معظم الفشل النسائي في العلاقات مع الرجل ..!!
أن حق المرأة في تعلم فن طرح الأنوثة سوف يغلق الباب علي ادعاءات الرجل بان إمرأة أخرى قد استطاعت أن تؤثر عليه بأنوثتها .. والحق أنها أثرت عليه بكيفية طرح أنوثتها .. التي لا تختلف في " الكم " عن أنوثه امرأته بل في " الكيف " .. والكم موروث كما نعرف لكن الكيف مكتسب ..!! وكما سوف يقنعه ان امرأته لو أحسنت استخدام الكم المتوفر لديها بكيفية واعية وذكيه لتساوت جميع النساء في حاصل جمع كمية كل منهن مضافة إليه كيفية طرحها .. ونحن هنا في هذه المعادلة سنعول علي أن من تمتلك نوعا متميزاً من الأنوثه لن تبذل كثيرا من الجهد في طرحه .. بل ستتركه يطرح نفسه بأقل قدر من الجهد .. بينما ستجتهد الأخري التي تملك نوعا متواضعا منه في التفنن في كيفيه طرحه بأكبر قدر من الطاقة .. وعندها سيحدث ذلك التساوي الذي تبشر به المعادلة ..!!
ولا ينبغي لقائل أن يقول بأن المرأة بالفطرة تعرف هذا .. فالواقع النسائي السخيف من حولنا يؤكد عكس ذلك .. وتكفي نظرة واحدة إلي نفور بعض الرجال من نسائهم في مقابل تعلق بعض الرجال بنسائهم وتعففهم عن غيرهن مهما بلغ نوع جمالهن يقدم الدليل الأكيد علي حاجة الكثيرات إلي تعلم هذا العلم الجديد: "فن طرح الأنوثة" !!
هذا المشروع القومي ربما يفوق في أهميته معظم المشاريع الوهمية الأخرى التي تنفق الدولة في سبيلها الكثير من الأموال بحجة دعم دور المرأة وتحقيق ذات المرأة .. فكل النساء على يقين أن مئة إثبات ذات وألف تحقيق طموح لا يمكن أن يعدل عند الواحدة منهن إحساسها - لمرة واحدة وليس ألفا - بأنها قد استولت على قلب وعقل رجلها بأنوثتها .. أو بفن طرح أنوثتها ..!!
وليس مجتمعاً نسائيا هو هذا الذي نبشر به في العقود المقبلة .. بل سيظل كما شاء له الله منذ بدء الخلق مجتمعا رجاليا .. تحتل فيه المرأة دورها المؤثر والفعال والحقيقي إلى جوار الرجل .. نحو الخلف قليلا ..!!