في السنوات الأخيرة، أصبح من الملاحظ أن ولادة التوائم المتعددة قد زادت بشكل كبير، فمنذ عام 1980 ارتفع معدل هذا النوع من الولادات بنسبة 65 في المئة أي حوالي 1 في كل 32 ولادة، بل إن نسبة الزيادة في ولادة التوائم الثلاثية والرباعية بالتحديد في الفترة من 1980 إلى 1989 قد زاد بمعدل أكثر من 400%!
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالات ولادة التوأم المتعدد،
أهمها:
• تعد تقنيات الإخصاب المساعدة، أو ما يعرف بـ Assisted Reproductive Techniques (ART) هي السبب الرئيسي لحدوث حالات الحمل في التوائم المتعددة، حيث تعمل تلك التقنيات على تحفيز المبيض لإنتاج أكثر من بويضة خلال دورة التبويض الواحدة.
• تقدم عمر الأم، فقد أثبتت الدراسات، أن النساء فوق الخامسة والثلاثين ترتفع لديهن معدلات الإستروجين، و هرمون FSH أوالهرمون المنشط لحويصلات المبيضين ، مسببة إنتاج أكثر من بويضة.
• الوراثة، وهي عامل آخر أساسي، فلو كانت المرأة الحامل هي في الأصل توأم، أو كانت حالات ولادة التوائم متكررة لدى عائلتها، فعلى الأرجح ان حالة ولادة التوائم لديها ستكون أمراً وارداً. كذلك الأمر بالنسبة للذكور، وإن اختلف قليلاً، فالرجل الذي تتكرر حالات ولادة التوأم في عائلته، قد لا يولد لديه توائم، وإن كان من المحتمل أن تلد ابنة هذا الرجل توأماً!
• تكرار حدوث حالات ولادة التوائم لدى النساء الأفريقيات، وأقل من ذلك لدى اللاتينيات واللاتي من أصل آسيوي.
• عدد حالات الحمل السابقة: فالمرأة التي أنجبت أكثر من مرة تزداد لديها احتمالات الحمل في توائم عن الحوامل للمرة الأولى، كذلك التي أنجبت توأماً ،فإن احتمالات تكرار إنجاب التوائم لديها تتضاعف.
ملحوظة: البعض يرى أن حالات التوائم المتشابهة هي محض صدفة.
أنواع التوائم
هناك نوعين من التوائم، أحدهما التوائم المتطابقة 'monozygotic'، والنوع الآخر هو التوائم المتآخية أو 'dizygotic'
المتطابقة: حوالي 1 من 3 مجموعات من التوائم هو توأم متطابق، ويحدث هذا النوع من التوائم عندما تنقسم البويضة المخصبة إلى جزئين متشابهين تماماً في الجينات، وهذا التوأم دائماً ما يكون من نفس الجنس(إناث فقط، أو ذكور فقط).
المتآخية: حوالي 2من كل 3 مجموعات من التوائم هو من التوائم المتآخية، وتحدث نتيجة خروج بويضتين في نفس الوقت وتخصيب كل منهما بحيوان منوي مختلف عن الآخر، وبالتالي يكون الناتج توأم غير متشابه على الإطلاق، وكأن كل منهما قد ولد على حدة، والتوائم المتآخية ليست بالضرورة من نفس الجنس.
في التوأم الثلاثي، فإن ما يحدث هو خليط من النوعين السابقين، أو أحدهما، كأن ينتج المبيض ثلاث بويضات مختلفة يتم تخصيب كل منهما بحيوان منوي مختلف (توأم ثلاثي متآخي)، أو أن ينتج المبيض بويضة واحدة تخصب بحيوان منوي واحد ثم تنقسم إلى قسمين متشابهين، ثم ينقسم أحد هذين القسمين مرة أخرى إلى قسمين آخرين، فيصبح الناتج ثلاث توائم متطابقة، والحالة الأخرى هي التوائم الثلاثية المختلطة، عندما تنطلق بويضتين من المبيض ويتم تخصيب كل منهما بحيوان منوي مختلف، ثم تنقسم إحداهما(بعد التخصيب) إلى قسمين متشابهين، فيكون الناتج في هذه الحالة توأم متطابق وجنين آخر مختلف.
بعد قراءة ماسبق، قد يطرأ على الأذهان سؤالين هامين، أحدهما هو كيف يتم التعرف على حالة حمل التوائم؟، وإذا ما كانت هذه التوائم متطابقة أو متآخية؟، والإجابة تنقسم أيضاً إلى شقين، من حيث القدرة على معرفة حالة الحمل في التوائم من خلال الأسبوع السادس للحمل من خلال فحص الموجات الفوق صوتية المتعارف عليه أثناء فترة الحمل، وهو أمر بالغ السهولة، أما فيما يتعلق بنوع التوأم، فالواقع أن هذا الأمر لا يمكن معرفته على وجه الدقة قبل ولادة التوأم غالباً، والأمر في الواقع محير، لكن بشكل عام، إذا كان زوج التوائم يتشاركان في غشاء واحد داخل الرحم، أو كانا يتشاركان في نفس المشيمة، فإن هذه التوائم متطابقة غالباً، كذلك إذا كانا من جنسين مختلفين(ولد/بنت)، أو كان لكل منهما فصيلة دم واحدة، ففي هذه الحالة هذا التوأم ليس متطابقاً. قد يختلط الأمر إن حدث انقسام للبويضة مبكراً للغاية فيتمكن كل جزء على حدة من تكوين جنين له غشاء منفرد ومشيمة منفردة أيضاً، في هذه الحالة يظهر التوأم وكأنه متآخ في حين أنه متطابق! الطريقة الوحيدة لمعرفة نوع التوأم هو تحليل الحمض النووي، أو الـDNA.
هل التوائم المتطابقة متشابهة بالفعل؟
على الرغم أن التوائم المتطابق متشابهة في أغلب النواحي، بل تملك نفس الحامض النووي بالفعل، إلا أنهما في الواقع مختلفين في العديد من الخصائص، هذا قد يكون راجعاً إلى التأثيرات البيئية سواء داخل أو خارج الرحم، أيضاً بعض الجينات قد تظهر في كل منهما بشكل مختلف عن الآخر، وقد أثبتت العديد من الدراسات بالفعل، أنه على الرغم من تشابه الجينات في التوأم المتطابق، إلا أن كليهما يختلفان في عدد النسخ التي لدى كل منهم من جينات معينة!
نصائح في حالة الحمل في توائم
• تتم عملية ولادة التوائم طبيعياً في كثير من الأحيان، ولكن الولادة القيصرية قد تعتبر بديلاً أفضل أحياناً أخرى.
• فترة الحمل الطبيعية لطفل واحد هي 40 أسبوعاً، بينما قد تصل فترة الحمل للتوائم إلى 36-38 أسبوع،
وللتوائم الثلاثية قد تقل تلك المدة إلى 34 أسبوع.
• الزيادة الطبيعية في الوزن للمرأة الحامل في توائم (توئم ثنائي) مابين 15-20 كيلوجرام.
• بالنسبة للإحتياجات اليومية من الماء قد تصل إلى 2 لتر يومياً وبالنسبة للكالسيوم، فمن الضروري شرب أربعة أكواب من الحليب يومياً.
• في حالة رغبة الحامل القيام ببعض التمارين الرياضية، فإن أفضلها على الإطلاق هو رياضة المشي والسباحة، مع مراعاة أن تكون الحركة بطيئة وهادئة أثناء الممارسة، وحينما تتعدى فترة الحمل الـ 24 أسبوعن فمن الأفضل التوقف عن ممارسة الرياضة، وبشكل عام فمن الضرورى تجنب رفع أى شئ أو ثنى الجسم أو الوقوف لفترات طويلة خلال فترة الحمل.
في النهاية لا بد أن ننبه أن معرفة أنك حامل فى توأم قد يكون صادماً ومخيفاً نوعاً ما، ولكن يمكننى أن أؤكد لك أنه بمرور الوقت سوف تعتادين على الفكرة ولسوف تشعرين بالسعادة والإثارة تجاه الأمر، وبأن ماحدث ما هو إلا نعمة بالغة من نعم الله.