الدخول المدرسي…لحظة ! ها قد حل الموسم الدراسي الجديد بعد انقضاء العطلة الصيفية، فلا بأس أن
نشير إلى أمور يغفل عنها الكثير من الآباء و الأمهات، وهي التي تشكل محور
أحاديث بل معاناة الأساتذة و المعلمين. و يلاحظ العاملون في الميدان خصوصا
أساتذة التعليم الإبتدائي العمومي أمورا منها :
- غياب التواصل بين المدرسة و الأسرة وندرته، فنادرا ما يحضر الأب أو
الأم لتتبع مسار إبنها أو إبنتها وإن كان ذلك فإنما يقتصر على أول السنة
حيث يطلب من المعلم أن “يزير” التلميذ أو في آخر السنة الدراسية حينما
يحاول البعض استعطاف المعلم من أجل أن ينجح ابنه. ناسين أو متناسين أن
التتبع أمر لازم و أساسي لمصلحة التلميذ.
- في بعض الأوساط لا تتحرج الأمهات من إرسال أبنائهن و بناتهن إلى المدرسة
في حالة يرثى لها. فتجد الشعر منفوشا و الأظافر متسخة و الأقدام مغبرة و
الثياب مليئة بالبقع. و نهمس في أذن أولئك الأمهات أن الطفل سفيرالأسرة إلى
المدرسة. فمن العار إرساله إليها و هو على تلك الحال ففي الأمر قلة إحترام
و سوء ذوق.
- أحيانا كثيرة يصاب الأطفال بالدوار و التقيؤ خلال الحصص الأولى و ذلك
دليل على أنه لم يتناول وجبة الإفطار. فهو بالإضافة إلى أنه في طور النمو،
يحتاج الطفل إلى إفطار يمده بالطاقة اللازمة للتركيز خلال الدروس و الحركة
خلال فترة الإستراحة.
- هذا الجيل يفتقر إلى التركيز فهو على الدوام مشوش فهناك الفضائيات،
الإنترنت ووسائل اللهو و اللعب المختلفة. ما يجعل الطفل ينشغل عن مذاكرة
دروسه و إنجاز واجباته. فمن واجب الوالدين ضبط أوقات الطفل فوقت للتلفاز
ووقت للمذاكرة ووقت للعب ووقت للنوم…
- في أقسامنا يلاحظ تراجع المنافسة بين التلاميذ و الامبالاة الشيء اللذي
يحز في أنفس المعلمين الذين يحاولون جاهدين أن يبثوا الحياة في الفصول.
ولكن إذا افتقد الطفل الدعم و التشجيع في البيت فتأثير ذلك سلبي على
تحصيله.
- بعض الآباء و الأمهات يتعاملون مع المدرس من منطلق الواجبات أهمس في
آذانهم إذا صادف أن مدرسآ كفؤا يدرس ابنكم. فأجزلوا له الشكر وادعوا له
بظهر الغيب فلا يعلم بصعوبة مهمته إلا الله فالمدرس الكفؤ و أقول الكفؤ في
مجتمعنا لا يحظى بالتقدير و غالبا ما يفتقد تلامذته الذين درسهم بجد إلى
الوفاء فقد يصادفهم وقد كبروا وهاهم يديرون له ظهورهم كأن لم يعرفوه.
تصوروا معي مرارة الأمر.
- لا يخلوا ميدان التدريس من أساتذة منعدمي الضمير و إليهم أهمس اتقوا
الله في الأمانة واعلموا أن كما تدين تدان. و بداية سنة دراسية موفقة
للجميع