مايثير قلق الأم عن براز الطفل
تمضي الأمهات الكثير من الوقت وهن يراقبن براز أطفالنا، واحتساب عدد المرات التي يتبرزون فيها, و لونه وشكله . في الواقع، إن موضوع البراز مرتبط بعدة أمور، منها عمر الطفل ونوع رضاعته، إن كانت طبيعية أم من الزجاجة،... ونوع طعامه لو كنت قد أدخلت على تغذيته طعاماً آخر غير الحليب. يتغير براز الطفل بانتظام أثناء نموه منذ الولادة وحتى نهاية السنة الأولى من عمره، .
ليس هناك عدد محدد للمرات التي يمكن أن يتبرز فيها طفلك في الأشهر الأولى، يتعلق ذلك بنوعية الرضاعة؛ طبيعية أم اصطناعية، فالأطفال الذين يرضعون من الثدي ولا يتناولون أطعمة صلبة، قد يتبرزون أربع مرات أو أكثر يومياً، أو قد يكون ذلك مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام. في العادة، يكون براز الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم رخواً جداً. طالما أن طفلك يتمتع بصحة جيدة ويكسب الوزن، لا يهمّ كم عدد المرات التي يتبرّز فيها أو إن كان برازه رخواً ومائعاً. أما الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة، فيكون برازهم عادة جامداً أكثر، وقد تحتاجين إلى إعطاء طفلك ماء مغلياً معتدل الحرارة كي تساعديه على إخراج البراز يومياً.
في اليومين الأولين بعد ولادته، يتغوّط الطفل مادة لزجة خضراء اللون مائلة إلى السواد تكون قد تشكلت في أمعائه أثناء الحمل، بعدها يتغير براز الطفل بانتظام من حيث اللزوجة واللون فيصبح أصفر مائلاً إلى الأخضر، ثم أصفر مع بعض النقاط الخضراء، وقد يعود في اليوم التالي إلى ما كان عليه من قبل، وهذا أمر طبيعي تماماً.
كيف يكون البراز إذا كان طفلي يتغذى على الحليب الاصطناعي؟
يكون لون براز الطفل الذي يتغذى على الزجاجة أصفر فاتحاً أو أصفر مائلاً إلى اللون البني. وتكون كميته كبيرة وجامداً ومتماسكاً أكثر من براز الطفل الذي يرضع من الثدي، ذلك أن تركيب الحليب الاصطناعي يكون صعب الهضم مقارنة مع حليب الأم. أما رائحته، فتكون نفاذة وقريبة من رائحة براز الكبار.
يحتاج الطفل الذي يرضع من الزجاجة إلى التبرز مرة واحدة في اليوم على الأقل كي يشعر بالارتياح لأن كمية البراز تكون كبيرة. وكلما بقي البراز في أمعاء الطفل مدة أطول، شعر بصعوبة أثناء التبرّز، مما قد يؤدي إلى الإمساك. استشيري الطبيب المختص إذا شعرت أن طفلك يعاني من مشكلة في التبرز.
إذا كان يرضع من الثدي، كيف يكون برازه؟
يختلف كثيراً براز الطفل الذي يرضع من الثدي عن براز الطفل الذي يرضع من الزجاجة، فالمادة التي يفرزها ثدي الأم في الأيام الأولى من الولادة أو ما يعرف باللبأ تكون بمثابة مليّن للأمعاء، وتساعد الطفل على دفع المادة التي تكون متجمعة في أمعائه إلى الخارج بسهولة. عندما تستقر الرضاعة، أي بعد حوالي ثلاثة أيام من الولادة، يتغير براز طفلك تدريجياً ليصبح فاتح اللون، مائلاً إلى الاخضرار، ثم يتحوّل إلى اللون الأصفر مع رائحة مقبولة. ويبدو أحياناً على شكل كتل صغيرة جداً ويكون جامداً لدى بعض الأطفال.
في الأسابيع القليلة الأولى، قد يتبرز طفلك بعد كل رضعة ، لكنه يستقر فيما بعد ويبتكر نظامه الخاص فيتبرز كل يوم في نفس الوقت. ربما يتغير هذا النظام وهذا التوقيت عندما تدخلين أطعمة صلبة على غذاء طفلك، أو عندما يصاب طفلك بأية وعكة صحية أو تخفّ رضاعته من الثدي.
هل يتأثر طفلي عندما ينتقل من حليب الثدي إلى الحليب الاصطناعي؟
إذا كنت تريدين الانتقال من الثدي إلى الزجاجة، ليكن ذلك بالتدريج وببطء وعلى مدى أسبوعين على الأقل، كي تمنحي جهاز طفلك الهضمي وقتاً للتكيف مع الوضع الجديد وتجنيبه الإمساك وبالتالي التخفيف من احتمال تعرضه للألم، وتجنيب نفسك الانتفاخ المزعج في الثديين والذي ينشأ عادة عن الفطام. بمجرد أن يعتاد طفلك على حليب الزجاجة، قد يستقر على نظام جديد في التبرز.
كيف أعرف أن هناك أمراً غير طبيعي؟
الإسهال: قد تظهر على طفلك أعراض غير طبيعية، فيتبرز عدة مرات في اليوم ويصبح برازه رخواً وتزداد كميته بحيث يبدو كأنه كتلة تندفع فجأة من مخرج الطفل. إلا أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي أقل إصابة بمثل هذه الأعراض لأن حليب الأم يعطي مناعة ضد الجراثيم التي تسبب الإسهال. ويتعرض الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة أكثر من غيرهم للالتهابات المعوية، لذا من الأهمية بمكان تعقيم أدوات الرضاعة باستمرار وغسل اليدين جيداً قبل تحضير الرضاعة. وقد يكون سبب الإسهال وجود جرثومة في أمعاء الطفل، أو بسبب تناوله الكثير من العصير والفواكه، أو بسبب ظهور الأسنان، أو لأن طفلك يتناول دواء معيناً، أو يكون مجرد حساسية تجاه نوع معين من الطعام.
إذا لم تختفِ أعراض الإسهال من دون علاج خلال 24 ساعة، أو كان الإسهال شديداً بحيث يتبرز الطفل من خمس إلى ست مرات يومياً، وجب استشارة الطبيب الذي قد يقترح إجراء تحليل للبراز ويعطي محلولاً خاصاً لتعويض الجفاف. ولا تظني أن تغيير الحليب يمكن أن يحل المشكلة. قبيل الإقدام على مثل هذه الخطوة، استشيري الطبيب المختص، فقد تبدلين رأيك بهذا الخصوص وتلغين من رأسك فكرة أن الحليب الاصطناعي هو السبب المباشر.
الإمساك: ليس الإمساك مجرد صعوبة في التبرز فيبدو وجه الرضيع أحمر من شدة الدفع فالطفل قد يعاني من ألم في بطنه وهو يضغط في محاولة لإخراج براز صلب، كما قد تحدث تشققات مؤلمة في منطقة الشرج مما يسبب ظهور آثار دم مع البراز، فيظهر الطفل منزعجاً ومهتاجاً. لا يعاني الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم مثلما هو الحال مع من يرضعون من الحليب الاصطناعي، لأن أول الحليب في الرضعة عبارة عن ماء يساعدهم في الحفاظ على توازن السوائل في أجسامهم ويبقي برازهم ليناً.
إذا كان طفلك يعاني من الإمساك، الجئي دائماً إلى استشارة الطبيب المختص، وبالذات لو لاحظت وجود آثار دم في برازه كي تستبعدي أي سبب آخر. من المحتمل أن ينصحك الطبيب بزيادة كميات السوائل التي تعطينها لطفلك أو بإدخال طعام غني بالألياف إذا كان طفلك قد بدأ يتناول أطعمة صلبة. إن إعطاء الطفل عصيدة المشمش أو الخوخ من الوسائل التي يمكن أن تعالج الإمساك.
البراز الأخضر: إذا أصبح براز طفلك أخضر اللون، معناه أنه لا يتناول كمية كافية من الحليب أو أنه يترك الثدي قبل الوصول إلى الحليب الغني الذي يكون عادة في نهاية الرضعة. حاولي إعطاءه كامل الوجبة من ثدي واحد، أو تبديل الثدي في كل وجبة. لو دامت الأعراض مدة 24 ساعة، استشيري الطبيب أو ابحثي عن أصل المشكلة، فربما يكون السبب حساسية تجاه طعام معين أو نهجك في الرضاعة أو جراء مشكلة في الأمعاء أحياناً.
آثار الدم: قد تظهر في براز الطفل آثار دم، ربما لأنه يعاني من الإمساك فتحدث تشققات في منطقة الشرج، لكن في كل الأحوال لابد من استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود سبب آخر