موضوع: احترس... عصابة البطاقة الخضـراء هام جدا السبت سبتمبر 29, 2012 4:06 pm
هام جدا... المرجوا الحذر !! حين يُصبح حلم العيش في أمريكا تجارة تديرها عصابة البطاقة الخضراء
بخصوص استلام بعض الاشخاص ايميلات من بعض الشركات الوهمية تفيد بأنهم قد فازو باليناصيب والهجرة العشوائية او فازو بوظيفة وتطلب منهم تحويل مبلغ معين مقابل هذه الخدمة كــل هذه المواقع شركات وهمية مزيفة للنصب على الاشخاص .. واشهر هذه المواقع هو موقع USAFIS
للتأكد ايضا انسخ اسم الايميل او اسم الموقع (ايميل او موقع اى من شركات النصب هذه) وابحث عنه فى جوجل ...وسوف تجد مئات الاشخاص يحملون نفس الاستفسارات
وهذه بعض الاستفسارات عن هذا الموقع
تحذيرات السفارة الامريكية فى لندن
تحذير اخر
تحذيرات عديدة من هذه المواقع
وهذه قصة واقعية منقولة حين يُصبح حلم العيش في أمريكا تجارة تديرها عصابة البطاقة الخضراء
اقتباس :
اقتباس :
لم يكن الطالب الجامعي اللبناني قد سمع بـ "يانصيب بطاقة الاقامة في الولايات المتحدة" (green card lottery) حين رأى اعلانها للمرة الاولى في احد المواقع على شبكة الانترنت. "هل تريد ان تربح اقامة لتدرس وتعمل وتقيم في الولايات المتحدة؟" قرأ في الاعلان بخطوط عريضة ملوّنة. بدا الامر مشجّعا بالنسبة لحسين الذي لطالما قيل له انه لن يتمكن من الذهاب الى الولايات المتحدة بسبب اسمه وطائفته وجنسيته... دخل الى موقع اليانصيب وملأ الاستمارة باسمه و كتب فيها بعض معلومات حياته... بعد الاستمارة التي ملأ فراغاتها، جاءت صفحة جديدة طُلب منه فيها ان يدفع مبلغا من المال ليتمكن من المشاركة في اليانصيب. هنا، توقف حسين لشعوره بأنه اذا دفع المال لن يكون ربحه ربحا بالمعنى المجرّد، وستكون خسارته خسارتين... خرج حسين من موقع "USAFIS organisation" الذي خاله تابعا للحكومة الاميركية ولموقعها على شبكة الانترنت، من دون ان يدفع ثمن مشاركته باليانصيب. لم يكن يعرف في تلك المرحلة ان استغنائه السريع هذا عن الدفع والمشاركة بقرعة بطاقة الاقامة الخضراء الشهيرة، لن يقابله استغناء عن مشاركته من قبل جمعية "USAFIS". فبعد مرور ايام قليلة على خروجه من الموقع من دون ان يؤكد اشتراكه فيه، وصلت الى بريده الالكتروني أول رسالة من جمعية "USAFIS". "نودّ تذكيرك انك لم تُكمل تعبئة الاستمارة التي تخوّلك الاشتراك في سحب القرعة. الرجاء ان تدخل الى هذا الموقع الالكتروني لتكمل ما بدأته.." كُتب في الرسالة. لم يُكمل حسين ما بدأه ومحى الرسالة من بريده الالكتروني، لانه يعرف ان ما بقي من الاستمارة هو مرحلة الدفع التي كان تقصّد قبلها بأيام ان لا يتمّمها. في اليوم التالي، جاءت الى بريده رسالة جديدة: "عزيزي السيد حسين قـ.، ابواب الولايات المتحدة الاميركية اقتربت من فتح ابوابها لك..، الرجاء ان تعبئ الاستمارة حتى تتمكن من دخول الولايات المتحدة وتقيم فيها للعمل او الدراسة.." بعد ايام قليلة ايضا، وصلت رسالة جديدة: "عزيزي السيد حسين قـ.، يُمكنك ان تصبح اميركيا مثل اي اميركي آخر. بتّ قريبا جدا من تحقيك حلمك. الرجاء ان تكمل الاستمارة..." ثم، في الرسالة التي تلت وبخط عريض: "عزيزي السيد..، الولايات المتحدة بحاجة اليك! الرجاء ان تُنهي تعبئة الاستمارة...". وهكذا دواليك، صار حسين يجد كل يوم رسالة جديدة في بريده الالكتروني، وكان محتوى هذه الرسائل يُصبح اكثر اصرارا واكثر تشديدا عليه مع كل رسالة جديدة. ضحك حسين من الرسالة الاخيرة التي كُتب فيها ان الولايات المتحدة بحاجة اليه، ورأى فيها الكثير من المبالغة في طريقة تسويق "الجمعية" لنفسها وليانصيبها كما روى لنا لاحقا. وهو، حين قرأ الرسالة الاخيرة تلك، شعر اكثر من كل المرات السابقة ان كل ما تريده "الجمعية" هو ذاك المبلغ المالي، الذي لم يدفعه هو، وان اصرارها عبر ارسال الرسائل ليس الا اصرارا لدفعه على ارسال هذا المبلغ. تأكّد حسين انه لا يريد المشاركة اكثر من اي وقت سبق، وراسل "الجمعية" ليتم نزع اسمه من لائحة المشاركين في السحب. كان ذلك في العام 2008. وارتاح حسين من الرسائل الالكترونية لبضعة اشهر. ثم، في العام 2009، جاءه اتصال من خارج لبنان. "مرحبا، معك توني من الولايات المتحدة." صار توني هذا يحدثه ويسأله اسئلة عن حياته وعن عمله وعن دراسته وغيرها من الامور التي سرعان ما تحوّلت لتصبح حديثا شخصيا يكاد، لشخصيته، يصبح مزعجا لحسين. ثم قال له توني عبر الهاتف: "حسنا، اذا انا لدي الآن كل المعلومات الخاصة بك. اريدك ان تعرف انك على بعد خطوة من تحقيق حلمك بأن تصبح اميركيا مثلي، وان تتمكن من العمل مثلي في الولايات المتحدة. اريد منك الآن ان تنظر الى بطاقتك المصرفية وتعطيني الارقام المكتوبة عليها". بسرعة قال له حسين مستغربا ان بطاقته ليست معه، وسأله كم يجب ان يدفع ولماذا. "ستدفع 540 دولارا اميركيا فقط، لتتمكن من المشاركة في سحب القرعة للحصول على بطاقة الاقامة في الولايات المتحدة..". ثم أضاف توني: "ان كانت بطاقتك المصرفية في المنزل يمكننا ان نتّصل بمنزلك ونجعلك تتحدث مع احد هناك ليعطيك المعلومات المكتوبة عليها.." وحين رفض حسين قال توني: "حسنا، لماذا لا تأخذ بطاقة من احد زملائك في العمل وتدفع منها، وتعيد اليه المبلغ لاحقا". في هذه اللحظة شعر حسين انه يتعامل رغما عنه مع تجّار متخصّصين أكثر منه مع حكومة او مع شركة تحترم نفسها. والاحترام الذي أبداه حسين منذ بداية الاتصال، لشعوره بأن من يحدّثه من الولايات المتحدة يقترح عليه، رغم سوء الطريقة، بطاقة اقامة في الولايات المتحدة. ولكونه ايضا تخيّل توني جالسا في مكتب محترم تابع للدولة الاميركية نفسها، توقّف فجأة وتحوّل غضبا وشكوك. "لا اريد الاقامة في الولايات المتحدة، من قال لك انني احلم بالاقامة هناك أصلا" قال له حسين قبل ان يغلق الخط بوجهه. كثيرون من الناس حصلت معهم قصصا مشابهة لقصة حسين. كثيرون منهم يتوقفون مثله في مرحلة الدفع، في حين ان البعض منهم يكملون ملأ الاستمارة حتى آخر مرحلة فيها. الا اننا، بعد ان سألنا عددا من الناس في لبنان، لم نسمع يوما بأحد ربح بطاقة دخول واقامة في الولايات المتحدة بهذه الطريقة يوما... لأن قصة "يانصيب البطاقة الخضراء" تشبه في مخيلتنا نحن اللبنانيين، الحلم الاميركي أو "الطريقة الاميركية في العيش"، حيث يمكن لأي شخص ان يصبح بطلا او ثريا او معروفا... فجأة، يصدّق كثيرون منا انهم قد يصبحون مواطنين اميركيين بهذه الطريقة. كما يصدقون ايضا، وللسبب نفسه، ان "الجمعية" التي يجدون موقعها على الانترنت والتي يتصل بهم اعضاؤها من الولايات المتحدة هي جمعية حقيقية تابعة لوزارة الخارجية الاميركية ولحكومتها. حين اتصلت الرأي بالسفارة الاميركية في بيروت لتسأل عن توضيحات جاء الجواب واضحا وسريعا. "ايّاكم ان تصدقوا تلك الرسائل والاتصالات الهاتفية. انها عصابة تسرق المال من الناس حول العالم بهذه الطريقة. انهم اشخاص يفتحون مكاتب وهمية ويتصلوا منها ليسرقوا من الناس اموالا ويعدوهم ببطاقة اقامة في أميركا" قالت لنا الموظفة في السفارة الاميركية في بيروت، وأضافت: "تردنا اتصالات كثيرة واحتجاجات بسبب هذا الموضوع، والاشخاص المسؤولون عن هذه السرقات تتم ملاحقتهم في الولايات المتحدة للقبض عليهم". الغريب في الامر هو ان معظم الناس الذين يدخلون الى موقع جمعية "USAFIS" الوهمية يصدّقون انها تابعة لوزارة الخارجية الاميركية، وان يفضّل بعضهم الا يدفعوا المال. ويراهن السارقون الاميركيون على حاجة مواطني بعض الدول لأمل الهجرة، وعلى استعدادهم لدفع المال لمجرد احتمال ان يربحوا اقامة على الاراضي الاميركية. ويتمكنوا بهذه الطريقة من سرقتهم، من بعيد. اي ان قضية "يانصيب البطاقة الخضراء" هي قضية سرقة يكاد يشارك فيها الشخص الذي يُسرق منه المال. هي كاللعب بأعصاب اشخاص تضيق بهم الحياة في بلادهم فيصدقون ما هو غير صحيح ويراهنوا بالمال على العيش في أميركا. وهي ايضا لعب على الصورة الاميركية التي في مخيلتنا، والرمز الثقافي والاجتماعي الاميركي كما يصل الينا عبر الافلام والاعلام وغيرهما. اي الولايات المتحدة حيث كل شيء ممكن، وحيث الاشياء قد تكون اكثر سهولة منها في اي بلد آخر. صورة تجعلنا نصدق بسهولة ان اليانصيب هذا حقيقي لا كذب فيه ولا احتيال. لم يفكر حسين بالاتصال بالسفارة لسؤالها. "فهم بدوا صادقين وجديين" قال لنا حين اتصلنا به لنطلعه على ما قيل لنا في السفارة الاميركية. واضاف حسين: "كيف يمكن ان يتصلوا بي من الولايات المتحدة ويتحدثوا معي لاكثر من عشرين دقيقة ان كانوا يكذبون؟" هي مافيا منظمة جدا، تدرّ ارباحا طائلة على المشاركين فيها والعاملين على تطبيق مشروعها. الا ان ما يبيعه هؤلاء هو حلم يعيش في ظلّه الالوف من الناس حول العالم. حلم العيش في اميركا، بكل ما فيه من سذاجة وحقيقة وخيال. هي حملة عالمية للسرقة، يقع ضحيتها الكثير من الناس حول العالم. هي قصة ناس يحاولون شراء الحلم الاميركي الذي يتدرّب العاملون في العصابة كثيرا على كيفية تسويقه لهم. يجدر الانتباه من الوقوع في شراك عصابة النصب الالكترونية هذه، ويجدر الذكر أيضا ان السفارات الاميركية في معظم الدول تنظم يانصيب لتأشيرات الدخول الى الولايات المتحدة سنويا ومن دون أيّ مقابل مادي