بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجراحة التجميلية للمهبل.
نظراً لإنتشار الجراحات التجميلية ، الضرورية منها والغير ضرورية ، في الآونة الأخيرة جعلني اختار لكم هذا الموضوع الهام لنتناول سوياً فوائد وأضرار هذا الإجراء الجراحي لأن العديد من النساء يتهافتن على المراكز الخاصة لإجراء عملية تجميلية للمهبل ( تضييق المهبل ) مهما كان سعرها غالياً من باب سمعة المركز أو سمعة الطبيبة التي تقوم بإجراءها أو من باب تفكير الزوج بالزواج عليها أو من باب جمال الجسم وجعل مظهر المنطقة التناسلية يظهر بالمظهر الجميل والمناسب.
يكثر الحديث عن هذه العملية في مجالس النساء وتحكي كل واحدة خبرتها ومعاناتها ويغيب عن أذهانهن الآثار الجانبية المترتبة على إجراءها ضاربين عرض الحائط النصائح الطبية المفيدة ويحلو الحديث في وجود دلة القهوة وصحن التمر والمكـسرات.قبل الخوض في الحديث عن الجراحات التجميلية سأورد لكم فكرة مبسطة عن المهبل وعن إرتخاء عضلاته والمشاكل الناتجة عن ذلك وأنواع وأعراض وعلاج هذا الإرتخاء أو النزول.
ماهو المهبل ؟
المهبل هو عبارة عن قناة متمددة تصل مابين عنق الرحم وخارج جسم المرأة ويبلغ طوله حوالي 9 إلى 10 سم ويطلق عليه أيضاً مجرى الولادة ليسمح بخروج الجنين أثناء الولادة. تقع المثانة البولية أمامه والمستقيم خلفه أي أن المهبل يقع بين هذين العضوين.
ماهو المقصود بنزول المهبل أو كما تقول النساء نزول الأرحام ( أي المهبل والرحم الأعضاء التناسلية )؟
المقصود هو نزول المهبل والعضلات الداعمة له والأعضاء المحيطة به كالمثانة البولية والمستقيم من مكانها الطبيعي ولوحظ أن هذه المشكلة شائعة أكثر عند النساء ذوات البشرة البيضاء وأقل شيوعاً في المناطق الأفريقية.
ما هو العجان؟
هو تلك المنطقة الموجودة بين فتحة الشرج والفرج وهي التي يتم إجراء عملية التوسعة أثناء الولادة فيها
ماهي أنواع نزول الأعضاء التناسلية والأعضاء المحيطة بها؟
النوع الأول: نزول المثانة الناتج عن ترهل عضلات المهبل الأمامية Cystocele
النوع الثاني: نزول المستقيم الناتج عن ترهل عضلات المهبل الخلفية Rectocele
النوع الثالث : نزول الرحم خارج المهبل Prolapse of the Uterus
النوع الرابع: نزول الجزء العلوي من المهبل إلى الخارج Vaginal Vault Prolapse
الأسباب:
من الأسباب وراء ترهل ونزول أعضاء الحوض والأعضاء التناسلية مايلي:
من أهم أسباب ترهل المهبل وعضلات الحوض الولادات الطبيعية بسبب تمدد عضلات الحوض أثناء الولادة فهذه العضلات تساعد على بقاء هذه الأعضاء في مكانها الطبيعي وحين تضعف يحدث لها نزول وتسبب ترهل لجدران المهبل فكلما زاد عدد الولادات زاد تعرض المرأة للنزول بشكل كبير.
من الأسباب أيضاً نقص هرمون الأستروجين لدى كبار السن ( سن انقطاع الطمث أو اليأس) وهو مهم لتقوية وسلامة عضلات الحوض والأعضاء التناسلية وهناك عوامل أخرى تزيد من حدوث النزول مثل الكحة المزمنة والسمنة والإمساك الشديد والأورام التي تصيب الأعضاء التناسلية مثل التليف وغيرها.
الأعراض :
من أهم الأعراض الناتجة عن نزول الأعضاء التناسلية مايلي:
- الشعور بالضغط والألم في أسفل المهبل أو أسفل الحوض
- الإحساس ببروز جسم خارج فتحة المهبل مع الشعور بشئ ثقيل يجر عضلات المهبل إلى الأسفل
- عدم القدرة على التحكم في البول
- الإمساك وعدم القدرة على الإنتهاء من التبرز بشكل كامل
- فقدان المتعة الجنسية أثناء الجماع
العلاج :
يوجد العديد من التدخلات العلاجية المتوفرة منها استعمال الحلقات الداعمة للرحم والتي يمكن استعمالها في الحالات التي لاتتحمل الجراحة مثل كبار السن أو من لديهم أمراض طبية مزمنة كأمراض القلب وغيرها.
ومن وسائل العلاج الأخرى التمارين الخاصة بتقوية عضلات الحوض مثل تمارين كيقل Kegel exercises، استعمال الأدوية الهرمونية الموضعية ، وأخيراً الجراحة.
هذا خبر يستحق القراءة كتبه د.محمد حسن عدار ، استشاري النساء والولادة والأورام ، ونشر في جريدة الرياض ذكر فيه:
نشرت مجلة النساء والولادة في عدد سبتمبر 2007 توصيات الكلية الأمريكية للنساء والتوليد بان عمليات المهبل التجميلية تعتبر في الغالب غير ضرورية وقد يصاحب إجراءها العديد من المشاكل الطبية في المستقبل. وتتضمن الجراحة المهبلية التجميلية اجراء تعديل على شكل وحجم الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة وتضييق المهبل. ومن المضاعفات الشائعة لهذه العملية هو إمكانية حدوث الالتهابات المهبلية والنزيف وتغير الإحساس في منطقة المهبل وقد تسبب آلاما مزمنة أثناء العملية الجنسية.
وذكر الدكتور برنسون بان بعض السيدات يخدعن من قبل بعض الأطباء بكونهن غير طبيعيات وإبلاغهن بضرورة الحاجة لمثل هذه الإجراءات لتسويق هذه العمليات لغرض الكـسب المادي للأسف. ويجب على العديد من النساء معرفة أن شكل الأعضاء التناسلية للمرأة تختلف من امرأة لأخرى. وهنالك ضرورات طبية تستوجب اجراء عمليات التجميل المهبلية منها الهبوط المتقدم للرحم وجدار المثانة والمستقيم الذي عادة ما يحدث في السيدات المتقدمات في السن واللواتي لديهن ولادات مهبلية عديدة أدت لحدوث ضعف في عضلات وأربطة منطقة الحوض والعجان أو بسبب هبوط مهبلي وراثي وفي بعض الحالات التي ينتج عنها تشققات مهبلية تستوجب الترميم المهبلي.
ولكن للأسف ما نلاحظه في معظم المستشفيات الخاصة من الإفراط المتزايد في اجراء عمليات التجميل المهبلية دون دواعي طبية وكذلك تجرى بعد كل ولادة حتى في الولادات البكرية وصغيرات السن. ويخدع العديد من الأطباء السيدات بإجراء عمليات التجميل بعد الولادة مباشرة مع إصلاح الشق -التوسيع المهبلي- الجراحي وفي الواقع أن هذا يعتبر جهلا كبيرا من بعض الأطباء حيث أنه بعد الولادة مباشرة يكون هناك ارتخاء في عضلات المهبل وتحتاج عدة أسابيع لهذه العضلات للعودة لقوتها السابقة. وأن ما يقوم به بعض الأطباء بعد الولادة مباشرة هو تضييق مدخل المهبل فقط وعدم ترميم عضلات الحوض. ويبرر العديد من الأطباء لإجراء هذه العمليات بسبب إلحاح المريضات لإجرائها لاعتقادهن نفسياً بانه يوجد لديهن ارتخاء مهبلي شديد ويحتاج للتجميل أو لفرض أزواجهن عليهن ذلك