معلومات العضو
Admin
معلومات إضافية كيف تعرفت علينا : غيره
الجنس :
المهن :
الهواية :
المزاج :
الدولة :
عدد المساهمات : 4981
تاريخ التسجيل : 14/05/2012
معلومات الاتصال | موضوع: أول من تعلم الأربعاء أكتوبر 03, 2012 12:20 pm | |
|
- أول من تعلم !!
مقالة للمغفور له بإذن الله تعالى د. يحيى الأحمدي
توارثنا في أدبنا العربي أن الزوج هو اَخر من يعلم .. وهو قول نراه حقيقياً الى حد بعيد .. إلا في حالتين اثنتين .. أولهما أن تكون الزوجة من الوفاء والإخلاص - أو من تواضع القدرات مقارنة بزوجها – فهذا النوع من الزوجات تحكى لزوجها كل شيء وأى شئ بمجرد حدوثه فتجعله ثاني من يعلم .. بعدها هي مباشرة .. وهو نوع نادر الحدوث فى زمان المرأة العاملة التى استكفت بكيانها الوظيفى واستغنت باستقلالها المادى فلم يعد الاخلاص لزوجها والانضواء تحت عباءته أحد معتنقاتها .!! وثانيهما .. أن يكون الزوج من النوع الأنثوى النزعة الفضولي التوجه .. وهو الذي يحب بطبعه تعقب الأخبار والتعرف إلى " حكاوى النساء " .. متفرغاً لذلك ومستمتعاً به وهو هنا إن لم تأتيه الأخبار التي لا تجعله آخر من يعلم ذهب هو اليها بنفسه .. وحتى فى هذه الحالة فإن البعض يقول بأن المرأة لو لم تكن ترغب في اطلاعه ليعلم ما استطاع .!! وفيما عدا هاتين الحالتين .. فإن الزوج هو اَخر من يعلم بما يدور فى بيته .. ذلك أنه في الأصل منشغل طوال الوقت بالجري وراء لقمة عيشه وعيش أبنائه .. مهدود مكدود فى اَخر كل نهار من عناء عمله .. لا طاقة ولاجهد لديه باقيان يستنفذهما فى البحث والتنقيب عما لا يعرف من أمر بيته .!! كما أنه اَخر من يعلم أيضاً .. لأنه دائماً " غبى " فى علاقته بالمرأة التى يحبها .. فهو أمامها يعطل ماكينة عقله تماماً ويلغى تفكيره ، ولا يملك أمامها إلا أن يصدق كل ما تقوله له وتحكى .. والذى لو قاله له غيرها لتشكك فيه ولم يصدقه .. حتى لو كان هذا القائل هو أمه .!! أما هى .. حبيبة القلب .. فقولها دوماً صدق وقلبها دوماً براءة وأخلاقها دوماً بكر .. والمرأة المحبوبة من الرجل هي المرأة التي تعرف كيف تحب وتحترم المحبين المغفلين .. وتحميهم من أن يعرفوا حقيقة غفلتهم .. رغم أنها تعرف أن القانون لايحميهم .!! أما كيف ولماذا تكون المرأة أول من يعلم .. فذلك من وجهة نظرنا له ثلاثة أسباب تستحق أن نطلعكم عليها : أولها .. أن النساء يملن إلى اعتبار أنفسهن " ولايا غلابة مقهورات " فى علاقتهن بالرجل .. وهن لذلك حريصات على دعم بعضهن البعض واطلاع بعضهن البعض على مايصل الى مسامعهن من أخبار تخص زوج الواحدة منهن .. حتى لو لم تكن تعرفها عن قرب فإنها تتطوع في أحيان كثيرة كفاعل خير .!! فالمرأة التى يشرع الزوج فى الزواج منها على امرأته مثلاً .. هى أول من ستختار صديقة أو أكثر لتحكى لها .. مستغلة فطرة النساء التي لا تحفظ سراً .. فينتقل السر من بيت إلى بيت ومن لسان إلى لسان ألى أن يصل الى صاحبة الأمر وهي الزوجة الأولى .. وعندما تسأل أية امرأة ممن ساهمن في وصول الخبر الى تلك الزوجة واحداث الخراب المستعجل في بيتها .. فإنها ستقول لك : " حرام مسكينه .. مايصير تظل على عماها ما تدري شي .. هادي حرمة غلبانه .. دا احنا ولايا زي بعض ..... " .!! وفى المقابل .. فإنك لا تجد رجلاً - إلا النادر - لديه الشجاعة كى يهمس فى أذن رجل اَخر بسر خطير يخص أخلاق أو شرف زوجة الأخير .. لأنه يعرف تفكير الرجال الذي يؤمن بأن من علم سراً عن امرأة فهو قريب منها وضليع في الأحداث المتعلقة بهذا السر .. وبالتالي عليه أن يخشى أول ما يخشى انتقام الزوج منه .!! هذا غير أننا نعرف أن الرجل الذى يصدق طعناً فى أخلاق امرأته التى يحبها لم يخلق بيننا بعد .. حتى لو رأى ذلك بعينيه رؤية عيان .!! ثانيهما .. ان الرجل أمام امرأته كتاب مفتوح .. خصوصاً فى علاقتهما الخاصة والحميمة التى لا يطلع عليها إلا الله .. وعليه فإن أى شكل من أشكال النفور أو الاستكفاء أو تغير المشاعر أو نقص الرغبة - ولو بقدر يسير - تستطيع الزوجة أن ترصده تماما .. وتبدأ من حينها فى التنقيب فى أوراقه وأفكاره وهمساته وأسراره .. وهو نائم وهو متيقظ .. لدى أصدقائه ولدى زملائه .. في بيته وفى عمله .. إلى أن تعثر على ضالتها وتعرف سر الحال التي تغير اليها .. لتطلع علينا ساعتها بالمقولة الخائبة التي يحلو لها أن ترددها .. بأنها الحاسة السادسة لدى المرأة .. التى لا تخيب .!! وثالثها .. ان الرجال وإن كان بعضهم يميل أحياناً إلى الرغبة فى الزواج من أخرى على امرأته .. إلا أنه ولأسباب قد لا نكون على وعي بها ، لا يفرط في الغالب فى أمر عشيرته وحليلته التى قضى معها أيام كفاحه الأولى ويرفض طلاقها أو الاستجابة لرغبتها في الطلاق .. ولذا فإن الرجل أضعف من أن يخفى أمام عشيرته - التى يحبها رغم ميله إلى غيرها - ما يفكر فيه أو ينتويه .. ربما ليجعلها تهتم به أكثر فيرجع عما انتواه .. وربما تفاخراً أمامها بقدرته التى حاولت أن تنال منها فى لحظات " عبط نسائي " .. وربما صدقاً منه ليخيّرها بين أن تقبل أو ترفض .. المهم أنه فى جميع الحالات يحكى وهى تسمع .. لتصبح أول من تعلم .. ويكون هو مصدر علمها ومعلوماتها .. بكل أسف ..!! تحضرنى واقعة طريفة تخص أحد أقربائى الذى زارنا فى مناسبة ما .. فرأى لدينا قريبة لزوجتى مطلقة .. فانتحى بى جانبا وأفضى لى برغبته فى الزواج منها على أن أكون أنا رسول الوصل ومرسال الغرام .. بشرط ألا أحكى شيئا ً لزوجته التى هى خالتى فى الوقت ذاته .. فقبلت بذلك ايماناً مني بحقه فيه .. فقد كانت زوجته مريضة بداء عضال وهو لا يزال فى ريعان كهولته .. وسعيت له عندزوجتى لتفاتح قريبتها .!! وتصادف أن زرته فى منزله بعد أيام .. فإذا بزوجته تلقانى مكشرة عن أنيابها .. قائلة : " معقول؟؟ انت أعز الناس عندي؟؟ اللى هاتجوزه علىّ ؟؟ " .. فسبحت فى عرقى للحظة قبل أن ألتفت اليه .. فإذا به يقول لى من بين ضحكته الخجلى : " سامحنى ياعم يحيى .. فأنا لا أستطيع أن أخفى عن أمرأتى وعشيرتى شيئاً ".!! هى إذن أول من تعلم لأننا نريد ذلك .. ولأننا لا نستطيع غير ذلك .. ولأننا أغبياء فى علاقاتنا بزوجاتنا .. أما نحن فاَخر من نعلم .. لأنها أيضاً لا تريد إلا ذلك .. ولأننا - للأسف - أغبياء أيضاً ..!!
|
|